11 سنة و مازال في الصف الأول: فؤاد يبدأ المدرسة بعد 17 جولة من التهجير

نشرت: ١٤‏/٠٧‏/٢٠٢٢ وقت القراءة: 3 دقائق
Fuad, 11, is from Idleb in Syria’s northwest. Fuad was displaced with his family multiple times until they settled in a makeshift camp near the borders with Turkey.
© Foto: PIN

بالرغم من كونه في الحادية عشرة من عمره، مازال فؤاد في الصف الأول. في مخيم النازحين في شمال إدلب، شمال غرب سوريا، يتعلم فؤاد القراءة و الكتابة بمساعدة أنسته، سمية. كواحدة من نتائج الأزمة و النزوح، عدد لا يحصى من الأطفال مثل فؤاد عانوا من الانقطاعات في حياتهم الدراسية و اليومية. إلى هذا اليوم، حوالي 2.45 مليون طفل سوري يبقون خارج المدرسة.

"الكثير من الطلاب مازالوا خارج المدرسة منذ سنوات،" قالت سمية. "يمكنكم أن تجدوا طالب عمره 12 سنة لا يعرف الأحرف أو الأرقام، و نعاني كثيراً مع مثل هؤلاء الطلاب."

منذ عمر الخامسة، هُجِر فؤاد و عائلته 17 مرة عبر ريفي محافظتي حماة و إدلب. محروماً من التنشئة الأمنة و المستقرة، طفولة فؤاد قد شوهتها الحرب. حتى الذهاب إلى المدرسة كان مقامرة خطيرة. المدارس كانت في الغالب هدفاً للاعتداءات. في واحدة من الحوادث التي حدثت في إحدى القرى التي سكنت بها عائلة فؤاد، تسبب هجوم بشع على مدرسة محلية بمقتل 20 طفلاً. "لم نجرأ على إرسال الأطفال إلى المدرسة بعد ذلك،" قال والد فؤاد.

و لكن الحياة خارج المدرسة لم تكن أقل خطورة. "لقد كانت مريعة جداً، كما لو أننا نعيش في كابوس(...) شعر الأطفال بالخوف من الذهاب إلى النوم. لم نعرف أين سنذهب أو ماذا سنفعل."

في نفس القرية، ضربة جوية ضربت مكاناً قريباً من الخيمة التي يحتمي فيها فؤاد و عائلته. فؤاد جرح. و أربعة آخرون قتلوا. فؤاد مازال يحمل ندوباً من الهجوم: قطعة معدنية حادة بطول 1.5 سم دخلت تحت بطنه. بما أن وجودها لا يهدد حياته، يمانع الأطباء إزالتها.

هذه الشظية هي تذكير دائم بما بما تحمله الصبي الصغير خلال سنوات الحرب و التهجير القسري. مازالت تسبب له ألماً مبرحاً لا يتحمله فؤاد و يمنعه من متابعة يومه في المدرسة.

بالرغم من معاناته الشخصية، مازال فؤاد يأمل أن يستطيع في يوم من الأيام أن يزيل الألم عن الآخرين. "أريد أن أصبح طبيباً من أجل أن أنقض الناس،" قال. "إذا شعر أحدهم بالألم أو احتاج لعملية جراحية، أستطيع أن أقوم بذلك."

أولى الخطوات نحو حلمه هي عن طريق حصوله على التعليم، و فؤاد هو طالب مجتهد. هو يستمتع بالمدرسة و بلعب كرة القدم مع أصدقائه كما يفعل أي طفل عمره 11 سنة. لأول مرة في حياته، مظاهر الطفولة الاعتيادية بدأت في الظهور في حياة فؤاد.

التعليم هو جزء أساسي في عملية إعادة بناء الحياة الطبيعية و الاستقرار للأطفال الذين انقلبت حياتهم رأساً على عقب بسبب الأزمة. الحاجة إلى المدارس النظامية كبيرة، فكيف الأمر في مخيم للنازحين، و تقوم منظمة الناس في حاجة بدعم الأساتذة لهذا الغرض.

"منظمة الناس في حاجة تدعمنا عن طريق تقديم الرواتب و الكتب،" قالة سمية.

"سابقاً، كان هنالك دعم قليل للتعليم في قريتنا. و بالتالي، عانى الكثير من الأساتذة من غياب الدعم عن قطاع التعليم. بعض الأساتذة كانوا يدرسون بشكل تطوعي لسنتين أو ثلاثة. المعلم هو أهم عنصر في العملية التعليمية و يجب أن يتم دعمهم لمتابعة عملهم. الكثير من الأساتذة بالرغم من كونه يعملون بشكل مجاني لكنهم يبذلون أقصى ما عندهم لتعليم طلابهم."

بفضل الدعم المقدم من المنظمة الأوروبية للحماية المدنية و المساعدات الإنسانية – إيكو (ECHO)، تقوم منظمة الناس في حاجة (PIN) بتهيئة الطريق لتعليم ذو سوية مرتفعة و خدمات حماية للأطفال في شمال غرب سوريا، مقدمة خدماتها إلى حوالي 2,000 طفل. نشاطات المنظمة تستهدف المناطق ذات النسب العالية من التسرب الدراسي، هذه المشاريع توفر تعليم غير رسمي ( القراءة و الكتابة و الحساب)، نشاطات الدعم النفسي و آليات الإحالة لبرامج الحماية.
Autor: Kieran Seager, PIN