"في النهاية، أصبح لدي أصدقاء جدد." كيف تقرب الشطرنج السوريين من بعضهم البعض.
نشرت: ١٢/٠٤/٢٠٢٢ وقت القراءة: دقيقتينلقد أجبرت الحرب الناس على مغادرة منازلهم، قراهم و مدنهم. بحثاً عن مكان آمن و في الغالب كان عليهم أن يقوموا برحلة طويلة من أجل أن يجدوا منزلاً مؤقتاً. استقر الناس في أماكن مختلفة، أحياناً في مناطق أخرى، و يجب عليهم أن يتأقلموا مع واقعهم الجديد. الوضع ليس تحدياً فقط بالنسبة للأشخاص الذين هربوا من الخطر و لكن أيضاً بالنسبة للمجتمعات التي تعيش في تلك المناطق و الذين وجدوا أنفسهم مضطرين لتقبل أشخاص جدد في مجتمعاتهم.
عدة ثقافات و عادات و أنماط حياة تلتقي في نقطة واحدة. لتسهيل التعايش بين مكونات المجتمع و تقريب الناس من بعضهم، قامت منظمة الناس في حاجة بتنظيم نشاطات متنوعة حيث يمكن لأشخاص من خلفيات مختلفة أن يلتقوا و يكونوا صداقات جديدة. واحد من هذه الأمثلة كان بطولة شطرنج لمدة يومين ل28 مشارك من مجتمعات مختلفة.
"أنا ألعب الشطرنج منذ أن كان عمري 12 سنة. أخي علمني، و كنا نلعب سويةً،" قالت خولة، 29، واحدة من المشاركات. الشطرنج هي اللعبة المفضلة لإبراهيم أيضاً،43، و الذي أخذ دور الحكم في بطولة الشطرنج في شمال سوريا.
"في البداية، تعلمت القواعد الأساسية من خلال اللعب مع الأصدقاء. منذ أربع سنوات ماضية، بدأت باستخدام تطبيق عبر الإنترنت حيث تعلمت المزيد و لعبت مع أناس من بلدان مختلفة حول العالم، و لقد شاركت في مسابقات أيضاً،" قال إبراهيم.
دائماً ما تأخذ منظمة الناس في حاجة بعين الاعتبار و تعمل على تسهيل النشاطات المفضلة لأعضاء المجتمع. "الناس كانوا مهتمين جداً بالنشاطات العقلية. لقد اخترنا مسابقة شطرنج لأن هذه اللعبة لديها شعبية كبيرة بين كل المجموعات في مجتمعنا،" يقول عماد من فريق المنظمة. "نريد أن ندعم التجانس و التقارب بين كل الناس هنا – الأشخاص من المجتمعات المضيفة و النازحون الذين قدموا من كل المناطق السورية و استقروا هنا. من خلال نشاطاتنا، لديهم فرصة أفضل لالتقاء بعضهم البعض، خلق الصداقات، و التعلم حول العادات و التقاليد،" قال لنا.
ثقافات مختلفة، مكان واحد، لعبة واحدة و صداقات
"أحب الحماس في هذه اللعبة، و عندما تنتهي المباراة، أكون قد كسبت صديقاً جديداً،" قالت خولة، و تضيف: "إنها تحفزك للتفكير بشكل أعمق لإيجاد طريقة للربح كما لو أنك في مشكلة حقيقية فعلاً. إنها تطور مهارات حل المشاكل."
اللعبة تسبب لإبراهيم نفس السعادة و الفرح: "هنالك الكثير من المشاعر الرائعة التي لا يمكنني وصفها بالكلمات. عندما أربح في المسابقة، أشعر كأنني ملك في معركة."
لكن الأمر لا ينتهي مع مسابقة واحدة. حسب عماد، الناس استمتعوا بالمسابقة لدرجة أنهم شكلوا مجموعة عبر تطبيق واتساب ليبقوا على تواصل و ينسقوا مباريات شطرنج في المستقبل.
بفضل آلية الإتحاد الأوروبي لدول الجوار، دعمت PIN المجتمعات المتضررة بالأزمة في شمال سوريا.