تحضير الأرضية من أجل المزيد من العراق المستدام
نشرت: ١٠/٠١/٢٠٢٢ وقت القراءة: 5 دقائقتستلقي بعيداً في النصف الشمالي من العراق، محافظة صلاح الدين، واحدة من أكثر المناطق اعتماداً على الزراعة في البلد. تقع على تقاطع الطريق ما بين المناخ و السياسة، الانخفاض المستمر لمنسوب المياه في نهري دجلة و الفرات يخنق جهود الناس للخروج من سنوات الصراع. محصورين ضمن صراع متزايد و يائس مع النظام البيئي، زيارتنا الأخيرة إلى المنطقة كشفت روح مقاومة، و التي مع القليل من الدعم الخارجي، قد تكون العامل المؤثر في استمرار الصلات القديمة ما بين أفراد هذه المجتمعات الزراعية و ارضهم.
"الحرب أثرت بنا بشكل عام، لكن على الأخص في الزراعة،" قال أحمد، 26 سن، مزارع من تكريت. "الطرقات أغلقت، أصبح من الصعب إيجاد المواد. في ذلك الوقت، تدهورت الزراعة؟"
اليوم، عدو أبطأ و له طرقه الملتوية يؤثر على المزارعين في المنطقة. "الجفاف يؤدي إلى انخفاض منسوب المياه في الآبار التي نستخدمها للزراعة، و الذي يسبب لنا الكثير من المشاكل و يضعفنا كمزارعين."
بالشراكة مع برنامج الغذاء العالمي – العراق (WFP)، تنخرط منظمة الناس في حاجة حالياً بمشروع لتحسين الأمن الغذائي و المقاومة للنساء و الرجال الأكثر حاجة العائدين إلى صلاح الدين. بالنسبة لأحمد و أكثر من 30 مزارع في المنطقة، هذه الشراكة تزودهم بمن 9 إلى 50 متر من البيوت البلاستيكية، بكامل تجهيزاتها من شبكات الري و "سلال" مليئة بالبذور و معدات صغيرة ضرورية لهم من أجل أن يبدأوا.
"من قبل، لم تكن لدينا القدرة لشراء بيت بلاستيكي،" قال إياد، 44 سنة مزارع من الخازمية، "و لكن منذ أن زودتنا المنظمة بواحد، زراعتنا تطورت. سوف يكون لدينا المزيد من الطاقة و قدرات أكثر، معنوياتنا مرتفعة و كذلك سوف نتابع بالتطور و العمل بجد."
"البيت البلاستيكي سوف يؤمن الحماية للمزروعات من ضوء الشمس في الصيف، يحافظ على الرطوبة، يوفر الظل و حماية المزروعات من الغبار و الطيور،" قال إياد." في الشتاء، بعض المحاصيل تحتاج للحرارة، التي سيتم تأمينها من خلال البيت البلاستيكي عندما يكون الطقس بارد."
في تشرين الثاني 2021، في مزرعة إياد فقط بعض البصل و الأعشاب التي يستعملها كعلف للحيوانات. بفضل هذا البيت البلاستيكي، يخطط الآن لزراعة البامية، الطماطم، الفراولة، و الخيار خارج موسمهم. يعتقد إياد أنه قادر على زيادة دخله بحوالي 75 بالمئة من خلال بيع إنتاجه خارج موسمه.
"عندما نستعمل نظام ري بالتنقيط لا نهدر أي كمية من المياه،" قال إياد. "مع هذا النظام في البيت البلاستيكي، بإمكاننا تقليل استخدام المياه بحوالي 50 بالمئة"
يواجه المزارعون مشاكل كبيرة للوصول إلى المياه. منذ عدة سنوات فقط، زود نهري الفرات و دجلة التاريخيين الناس بكل احتياجاتهم. الآن، يضطر الناس لأن يحفروا آبار أرضية، و التي في كثير من الأحيان تكون شديدة الملوحة لاستخدامها. "السبب الرئيسي هو قلة المطر، و هي تقل من سنة إلى سنة. مطر أقل يعني أن هنالك مياه أقل في البئر."
"كل هذا من آثار التغير المناخي"
العنصر الحاسم في هذه الشراكة ما بين منظمة الناس في حاجة و برنامج الغذاء العالمي هو التنظيف، إعادة التأهيل، و بناء البنى التحتية الزراعية الضرورية. بالإضافة إلى بناء البيوت البلاستيكية، تنظيف القنوات و الأراضي الزراعية، مد شبكات الري و مضخات المياه و سوف يحسن الوصول إلى المياه و يقلل ملوحة الأرض.
"لدينا 38 عامل هنا ينظفون الحقل،" قال علي، 26، من صلاح الدين. "نذهب إلى الحقل و نقطع العشب الطويل لمساعدة المزارعين المحليين على زيادة الإنتاج في الحقل." علي هو قائد فريق العاملين، جزء من مشروع النقد مقابل العمل يهدف إلى توظيف الناس من المجتمعات المتضررة.
"توجد مجموعة ثانية تنظف القنوات،" قال علي. الأغلبية من القنوات الموجودة في المنطقة هي سطحية، المعنى أنها تحت خطر كبير لتلويث المياه. الأعشاب الطويلة و الأغصان التي تنمو بشكل زائد يخنق مجاري المياه و يخفي وجودها نفسه، بينما منع تدفق المياه يسبب في زيادة ملوحتها. الكثير من الفضلات البلاستيكية عديدة الألوان، القمامة و الحفاضات تسبب رائحة لا تطاق. "و لكن بعد التنظيف، الوضع سوف يكون مختلف و المزارعون سوف يكونون قادرين على الحصول على كمية جيدة من المياه من أجل أرضهم."
بعيداً عن تعزيز الوصول للمياه للمزارعين، هذه النشاطات تعطي دخلاً إضافياً قصير المدى للعائلات المحلية – و الذين هم بطبيعة الحال يعملون بالزراعة و لكنهم لم يكونوا قادرين على ذلك بسبب المناخ المتدهور و الوضع الاقتصادي.
"الوضع الاقتصادي في العراق سيء،" قالت بشرى، 41، من البطمة. "كلنا متعبون." بشرى عادة تعمل في الزراعة و تربية الماشية، و لكن هذه الأيام ببساطة هذا لا يكفي لإعالتها و أولادها الخمسة. "إنه صعب لأن لدي طفل رضيع و يحتاج للرضاعة و الاهتمام، يحتاج لأن يبقى معي كل الوقت."
مثل بشرى، الكثير من النساء في منطقة مجبرات على كسب لقمة العيش لعائلاتهم رغم أنهم يهتمون بأطفال صغار، أو حوامل. "معظم النساء ليس لديهن أحد يعيلهن، و كلهن يحتجن لهذا العمل،" قالت بشرى. بحسب ما تقول، هي قدرت أن حوالي 70 بالمئة من الأطفال في منطقتها مجبرون على العمل من أجل مساعدة أسرهم، بعضهم بعمر 10 سنوات. "ايضاً، هنالك الكثير من الشباب الذين لديهم شهادات جامعية و يعملون معنا لأنه لا توجد الكثير من فرص العمل،" تضيف. "العراق لم يقف على قدميه بعد."
علي هو واحد من هؤلاء الشباب. لديه بكالوريوس في علوم الحاسبات، و لكنهم لم يكن قادراً على إيجاد فرصة عمل في مجاله. "أعمل في هذا المشروع من أجل أن أعيل عائلتي لتلبية احتياجاتهم بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة،" قال علي. "سوف أدفع بعض الديون، و بالباقي سوف أعمل شيء ما من أجل أن أطور نفسي للمستقبل."
بالنسبة لبشرى، هي تتمنى أن تستخدم الدخل من أجل مشروع لتستمر بعملها التقليدي كمزارعة. "سوف أحاول أن أستثمر، مثل شراء الماشية و بيعها. سوف نشتري البذور و الأدوات و نطور وضعنا كمزارعين."
المزارعين و العاملين في مجال الزراعة في العراق يحتاجون للدعم. سنوات من الصراع و التهجير تركت الأرض مدمرة و بدون اهتمام، و الوضع الاقتصادي بحالة ماساوية. محاولة التعافي من هذا بينما يواجهون التغير المناخي هي حالة أقرب للمستحيل.
"كل عراقي لديه حلم،" قال أحمد، "ولكن الأحلام من الصعب تحقيقها في ظل الوضع الحالي."
شكر خاص للتمويل من الوزارة الألمانية للتعاون و التنمية الذي سمح لبعض المزارعين بالحلم و الاستثمار في مستقبلهم من جديد.
الكاتبة: ميغان جيوفانيتي