إذا أجبرك القصف على الخروج من منزلك، ما الذي سوف تأخذه معك؟
نشرت: ١٣/٠٣/٢٠٢٢ وقت القراءة: 3 دقائقفي الوقت الذي يبقى فيه أغلب الأشخاص ملتصقين بهواتفهم يتابعون كل تفاصيل الأحداث في أوكرانيا، صراع آخر يشتعل بهدوء على الأطراف: في ال 15 من آذار، الصراع في سوريا يدخل عامه الثاني عشر. هي ذكرى قليلة الجعجعة، تذكير بأن الصراع ليس أبداً سريعاً، أو جراحياً أو حاسم لحل المشاكل كما يدعي من يحاجون لأجله. فقط سألوا الخمسة مليون سوري الذي مازالوا نازحين في بلدهم.
للإحياء هذه الذكرى، قام فريقنا في شمال سوريا بالحديث مع أولئك الذين نزحوا عن بيوتهم منذ عقد من الزمن. الكثير منهم اعتقدوا أنهم سوف يعودون سريعاً، لذلك فقد أخذوا معهم الأغراض الأساسية فقط. الآخرون جاءوا على أنفسهم في أصعب اللحظات و تبرعوا بما يملكون للآخرين.
إلقاء نظرة على هذه الأغراض اليوم يكشف عن كيف يمكن لكل شخص تخيل مستقبله في ظل حالة عدم اليقين بسبب الحرب.
ديبو: "لقد تركنا كل شيء ورائنا. أنا أحضرت فقط عكازي."
" يصبني الصداع حتى اليوم عندما أفكر في تلك الأوقات،" يقول ديبو، 45، حاملاً عكازيه إلى صدره. "لقد اعتقلت، و عندما خرجت من السجن، لم أكن قادراً على المشي، و كان وزني 30 كغ."
بالرغم من أن ديبو، أب لخمسة أطفال قد عانى أكثر من نصيبه من الأوقات الصعبة ما قبل اندلاع الصراع، لكن الحرب غيرت كل شيء بالنسبة له و لعائلته. مثل الملايين من النازحين في سوريا، كان لديهم بيت و حياة كاملة أمامهم.
" لقد تزوجت عندما كان عمري 30 سنة. في 2007، سكنا في بيتنا، و أنا كنت أعمل كعامل يومي. كان لدي مدخول جيد و كان هنالك الكثير من فرص العمل،" يقول ديبو.
بعد ذلك وصلت الحرب إلى حلب و كان لزاماً على العائلة أن تتخذ قراراً.
" في 2013، اضطررنا للنزوح من بيتنا. الوضع كان مأساوياً. كانت أصعب لحظة. تركنا كل شيء خلفنا، و لم يكن بإمكاني إحضار سوى هذه العكازات. لم يكن لدينا طعام كاف أو مواد للتدفئة. واحدة من بناتي ولدت في ذلك الوقت، و أتذكر أنها كانت بحاجة لحليب الأطفال، و لكنه لم يكن متوافراً، و بشكل عام، تكاليف المعيشة ارتفعت،" يقول ديبو.
العناية و الاهتمام وسط الصراع
يرينا ديبو أشياء أخرى حوله: "الأشياء التي أملكها هي حسنة من أناس آخرين. لقد تركنا المنزل دون أن نحضر معنا شيء، و لكن عكازي مميزان بالنسبة لي. حصلت عليهم من شخص مميز جداً. كنت استعمل أعواد خشبية لمساعدتي على المشي. عندما رآني، أعطاني هذه العكازات. لقد توفى، لكنني لن أنساه."
" أشعر بالأسى على الأغراض التي تركتها خلفي لأن أغلبها كانت هدية من أهلي. كذلك تركت ألبوم الصور الذي فيه صور من عرسي و صور لأطفالي. لقد أردت أن أخذه معي، لكن أخي، و الذي غادر حلب قبلنا، قال لي ألا أحضر أي شيء شخصي أو خاص. كان علي أن أحرق كل شيء قبل أن نذهب. أحضرت فقط صورة لوالدي،" يقول ديبو. لا يعرف إن كان منزله مازال موجوداً إلى الآن. هو قلق أن يكون مستقبل أطفاله دون أفق واضح، و لكنه مازال يأمل.
" أنا قلق أن الظروف سوف تكون أسوء و أنا أخاف أن أنزح مجدداً. هذا يكفي! نحن متعبون و كل ما يمكننا القيام به هو أن نأمل أن يعود الجميع إلى بيوتهم،" يقول.
بالرغم من انخفاض عدد الاعتداءات الكبرى و التغيير في الخطوط الأمامية في السنوات السابقة، الوضع الإنساني في سوريا يستمر بالسوء، السبب الرئيسي هو بسبب الوضع المأساوي للاقتصاد.
يمكنكم الإطلاع على التقرير الكامل لتقرير الاحتياجات الإنسانية