"كان هنالك وقت شعرت فيه أن الأمور سيئة، لكن الآن أشعر بالأمان": المساعدة المالية تساعد على إيحاء الأمل في الحضر

نشرت: ٢٦‏/٠٩‏/٢٠٢٢ وقت القراءة: 4 دقائق
مشعان يلحم أحد الخزانات في ورشته
© Foto: منظمة الناس في حاجة - العراق

تحت شمس الظهيرة الساطعة، يقوم مشعان بالعمل على برميل حديدي فارغ. من حوله تتوزع أبواب حديدية قديمة و إطارات للأبواب، و سياج معدني للدجاج و قطع معدنية مختلفة تركت تحت شمس العراق الصيفية الحارة. في الخلفية، أخوه يلحم زاوية مطحنة، مصدراً قطع الحديد القاسي عبر كل الباحة.

رحب بنا مشعان و قادنا عبر حطام الحديد المنتشر في الساحة إلى الكراج المقابل لساحة عمله لنختبئ في ظله من القيظ. في نهاية الممر واحد من عماله كان يحطم يطرق على قطعة من حديد بالمطرقة لتحطيمها. "هذا جزء من الورشة." يقول لنا مشعان ضاحكاَ.


حداد عن طريق التجارة، أنشأ مشعان ورشته بدعم من المساعدة المالية التي تلقاها من منظمة الناس في حاجة (PIN). بالمال الذي تلقاه، اشترى أول الأدوات التي يحتاجها لبدأ عمله. "الكثير من الناس استفادوا من دعم المنظمة، و أنا كنت واحد منهم. لقد ساعدتني كثيراً. في الدورة الأولى من الدعم المادي دفعت ديوني، و بالمال المتبقي اشتريت المواد الازمة لأبدأ بورشتي،" قال لنا.

من المال الذي تلقاه مشعان من منظمة الناس في حاجة بدأ مشعان بتوفير بعض النقود. "إلى الآن لا أمتلك بيتاً. فأنا أعيش مع عائلتي،" قال لنا، "أنا أحاول أن أوفر بعض المال لأستطيع أن أشتري بيتاً لي." رفع إصبعه و أشار إلى جيب قميصه و أضاف. "أنا أخبئ ما أوفره هنا."

ابتسم مشعان ابتسامة عريضة و نادى لابنه الذي اقترب منه مسرعاً. "أنا متزوج و لدي أربع أولاد و آخر قادم خلال بضع شهور،" قال لنا مشعان، "لذا بالطبع نريد منزلا!" قال ذلك بحماس الأب الجديد. "المساعدة النقدية ساعدتني كثيراً، من دونها لم أكن لأكون قادراً على فعل أي شيء. كنت بالكاد أدفع فواتيري من قبل، أما الآن فأنا افكر في شراء بيتنا الجديد." قال ذلك و هو يبتسم لابنه.

مشعان هو واحد من كثيرين في الحضر ممن استفادوا من برنامج المساعدة النقدية الذي تقوم به منظمة الناس في حاجة (PIN). شهد أم لعدة أطفال، تأمل ايضاً في أن تبدأ مشروعها الخاص بالدعم المقدم من منظمة الناس في حاجة. "أريد أن ابني دكان صغير بالقرب من أولادي لأبقى بجانبهم إن احتاجوا لي." قالت لنا. "هذا ما أنوي القيام به، لكن أريد مساعدة نقدية لأبدأ. حالياً ليس هنالك من فرص عمل للنساء في الحضر، و أحتاج إلى مبلغ جيد من المال لأستطيع أن أقوم بعملي."

ترملت شهد بعد أن فقد زوجها الشرطي خلال الحرب مع ما تسمي نفسها الدولة الإسلامية (داعش) و بقيت لوحدها تحاول توفير متطلبات عائلتها الكبيرة و هو أمر مرهق و صعب بالنسبة لأم لوحدها. "كل شيء تغير بعد أن فقد زوجي،" قالت لنا. "كان يحمل مسؤولية العائلة و الأطفال، و لكن بعد أن فقد اضطررت لتوفير احتياجات الاسرة بنفسي. قبل الحرب كان لدينا كل ما نحتاج إليه: بيت و سيارتين و مولد كهرباء. كل شيء تدمر. لن نقدر أبداً أن نعود إلى بيتنا القديم لأنه لم يعد آمناً على الإطلاق. إنه ليس مكاناً لتربية ابنتنا ذات الست سنوات."


الكثير من أهالي الحضر يعيشون حياة صعبة بسبب مآسيهم الشخصية. في غرفة بسيطة من الجص، يجلس محمد على الديوان مع ولديه. صوت ثغاء الماعز يأتي عبر النافذة المكشوفة وسط أسلاك و هواء المكيف. كان محمد يعيش في قرية قريبة و يرعى الماشية قبل أن يضطر للنزوح حيث اضطر لمغادرة منزله بسبب الصراع و الحرب مع داعش.

"الحضر ليست كقرية القديمة،" قال لنا. "البيئة هنا ليست جيدة، لذا لا استطيع أن أرعى الماشية هنا. لدي فقط ثلاث خراف و ثلاث من الماعز. بفضل الدعم المقدم من منظمة الناس في حاجة استطعت أن أقدم له العلف الأفضل. أنا احتفظ بهم لأني أحتاج إلى البانهم من أجل إطعام عائلتي."

"الحضر ليست كقرية القديمة،" قال لنا. "البيئة هنا ليست جيدة، لذا لا استطيع أن أرعى الماشية هنا. لدي فقط ثلاث خراف و ثلاث من الماعز. بفضل الدعم المقدم من منظمة الناس في حاجة استطعت أن أقدم له العلف الأفضل. أنا احتفظ بهم لأني أحتاج إلى البانهم من أجل إطعام عائلتي."

تابع محمد قائلاً: "قبل تلقي المساعدة المالية من منظمة الناس في حاجة، لم يكن لدي أي دخل أو راتب. أقول لك بكل صدق، الدعم من المنظمة أنقذنا. بعد أن تلقيت المساعدة من المنظمة بدأت بشراء الخضار و اللحم و أي شيء نريده." قال لنا، مشيراً إلى الطماطم و الباذنجان التي اشتراها و يخزنها في زاوية الغرفة.

"الدعم المالي كان له تأثير إيجابي و قوي على حياتي. آمل أن المستقبل سوف يكون أفضل، و بعد كل ما حدث، أنا سعيد لأني حي و بصحة جيدة فقط. كان هنالك وقت عندما كانت الأمور صعبة، و لكن الآن أشعر بالأمان،" قال لنا.


برنامج الدعم المالي الذي تنفذه منظمة الناس في حاجة (PIN) في شمال العراق تم بالشراكة مع منظمتي صروح للتنمية المستدامة (SSDF) و منظمة تمكين المرأة (WEO) و من خلال الدعم الكريم الذي يقدمه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA) و ذلك عن طريق التمويل الدولي للعراق (IHF). تقوم منظمة الناس في حاجة بمساعدة النازحين و العائدين المحتاجين لتغطية احتياجاتهم الأساسية عن طريق الإعانة المالية.

Autor: منظمة الناس في حاجة - العراق

مقالات مرتبطة