الأبطال غير الملحوظين: الأساتذة العراقيون يلهمون الأجيال برغم التحديات
نشرت: ٠٨/٠٤/٢٠٢٤ وقت القراءة: دقيقتينيحتفل الناس عادةً بالأبطال بسبب إنجازاتهم المميزة والتي تتركنا في حالة الدهشة. بالرغم من ذلك، فإننا ننسى أن نلاحظ الأبطال الحقيقين بيننا – وهم الذين يعملون ليلاً نهاراً بدون كللٍ أو ملل. الأساتذة هم أبطال غير مرئيين. بالرغم من الظروف الصعبة التي يواجهونها فإنهم يستمرون في تعليم وتنوير الأجيال المستقبلية، مما يساعد في تشكيل مستقبلهم بينما يزودونهم بالدعم النفسي والاجتماعي.
بجار، أنسة من شمال العراق، تسلط الضوء على الواقع الصعب للنظام التعليمي في المنطقة.
بالرغم من هذه الصعوبات، أسست بجار علاقة عميقة مع طلابها. "أغلب الأوقات، نحن كالأصدقاء،" تقول لنا. تشجع طلابها وتتفاعل معهم من خلال أسئلة مفتوحة الإجابة وتعزيز روح المبادرة بينهم. إن سلوكها المراعي، يجعلها أماً لهم، حيث اكتسبت ثقة الطلاب، الذين ينتظرونها صفوفها بفارغ الصبر ويبحثون عنها خلال الاستراحة للقائها والحديث معها. بالرغم من ذلك، مثل الكثير من الأساتذة، بجار تصارع لتقديم الأفضل رغم قلة الدعم المقدم لها. "نشعر نحن الأساتذة أننا متروكون لوحدنا بدون أي دعم أو مساندة،" توضح لنا.
للاستجابة لهذه الصعوبات التي تواجه الأساتذة مثل بجار، بتمويل من التعليم لا يمكنه الانتظار تعاوننا مع منظمة إنقاذ الطفل العالمية وإنترسوس ومؤسسة روانجها لتوفير الدعم الضروري للمدارس في شمال العراق. هذا الدعم يتضمن سلال الأساتذة وإعادة تأهيل المدارس والصفوف التعويضية والدعم النفسي للطلاب.
بالإضافة إلى المواد المساعدة، نظمنا عدد من التدريبات للأساتذة ضمن المشروع. هذه الجلسات تهدف من أجل تعريف الأساتذة على طرق التعليم الحديثة وتزويدهم بالاستراتيجيات للاستجابة لحاجات الأطفال المتعرضين للصدمات والذين يعانون من صعوبات التعليم. توضح لنا بجار أهمية هذه التدريبات، "لقد حضرت تدريب مكثف مقدم من منظمة الناس في حاجة، واستفدت منه بشكل كبير. بفضله أصبحت قادرة على دعم طلابي بكل الوسائل الممكنة وأنا أكون حاضراً دوماً عندما يحتاجونني." واحد من التدريبات بقي حاضراً في ذاكرة بجار،
إن مساعدتنا هي صغيرة لكنها مؤثرة من أجل أبطال التعليم هؤلاء الذين يضعون قلبهم ويصبون جهدهم في سبيل عملهم. تشارك معنا بجار حلمها، "أحلم أن أرى أطفالي يصلون إلى أعلى المراتب التعليمية، مزودين بالمعرفة والمهارات اللازمة لتقديم أثر إيجابي للناس في مجتمعنا ولبلدنا."
في مجتمعاتنا، الأساتذة مثل بجار هم الأبطال الحقيقيون، الذين يشكلون مستقبل أطفالنا لذا نقدم لهم كل الاحترام والإعجاب والتقدير.