" لقد أصدر صوتاً كأنه يقول لنا أننا يجب ألا نتركه لوحده:" الأخين الكفيفين اللذان غادرا منزلهما مع قطتهما فقط.
نشرت: ١٣/٠٣/٢٠٢٢ وقت القراءة: 3 دقائقمن داخل خيمتها، عزيزة 58، مدت يديها و أنزلت المفتاح من يديها لترينا إياه، واحد من الأشياء القليلة التي أمكنها أن تأخذها التي استطاعت أن تحضرها معها من المنزل إلى مخيم النازحين حيث قضت ثلاث سنوات إلى الآن. الأمر أشبه بمعجزة كيف أنها استطاعت أن تبقي على المفاتيح بالنظر إلى أنها و أخيها اضطرا لتغيير مكانهما أربعين مرة منذ بداية الصراع في سوريا منذ أحدى عشرة عاماَ.
عزيزة و أخيها جمعة، 52، مكفوفين. لم يبقى الكثير من الأشياء السعيدة في حياتهما. لقد جردتهما الحرب من كل شيء. بما في ذلك غالبية ممتلكاتهم و التي اضطروا لتركها ورائهم. خيمتهم دافئة على الأقل. عزيزة أشعلت النار في الموقد الصغير و تقطع السبانخ بينما تحكي لنا عن حياتها ما قبل الحرب.
" كان لدينا دكان حيث كنا نبيع الخبز و غاز الطهو. لقد خسرناه عندما بدأت الحرب. لقد كنا سعداء. لقد عشنا في بيتنا، لا في خيمة كما هو الوضع الآن،" تقول عزيزة، "كنت أعرف بلدتنا، كنت أعرف أين كل شي فيها، و كنت أستطيع أن أتجول لوحدي بكل أمان، حتى لو أنني لا أرى."
حديث عزيزة يقاطع مواء. هنالك قط عند قدميها. عزيزة أحضرته معها. لم يكن بإمكانها أن تتركه لوحده في القرية تحت القصف. "اسمه سلس. لقد حملته 70 كم،" تقول عزيزة، بينما تربت على ظهر القط.
" سلس جاء إلى منزلنا في أحد الأيام. لقد أحبنا، و نحن أحببناه. عندما اضطررنا لمغادرة المنزل، لقد أصدر صوتاً و نظر إلينا كما أنه يقول لنا ألا نتركه لوحده و نأخذه معنا. فلذلك أخذناه،" يقول جمعة، أخو عزيزة.
" في بعض الأحيان ينام في الخيمة معنا، و في بعض الأحيان مع أولاد أخي،" يقول جمعة.
تشعر من خلال قصص الأخين كم هما متعبين من الحرب بعد أحدى عشرة سنة.
"عندما بدأت الحرب، خسرنا كل شيء. كنا نتضور جوعاً، حيث لم يكن لدينا أي طعام أو مال. بعض الناس كانوا رحيمين معنا. في أحد المرات بقينا دون ماء لستة أيام،" يقول جمعة. هو و اخته يبحثان حولهما عن منزل بإمكانهما البقاء فيه. و لكنهما لم يتمكنا من إيجاد شيء.
"سنوات الحرب و الأزمة قد أجهدتني كثيراً، و لدي الكثير من الأمراض،" يقول جمعة. تستمع عزيزة إلى قصة أخيها، بينما يرن صوت مفاتيح منزلها المحفوظة في جيبتها.
عندما انتهى أشارت لكل واحد بدروه: " هذه من أجل بيتنا، هذه للدكان و هذه لخزان الوقود. و هذه لخزانتي،" تقول عزيزة، مخرجة بعض العمل النقدية من جيبها، مع المفاتيح. "و هذه لذكرى أختي التي توفت منذ خمس سنوات،" عزيزة أرتنا المحفظة التي أعطت إياها أختها.
"الناس يحتفظون بهذه الأشياء من أجل أن يتذكروا من يحبون و الأوقات التي كانوا سعداء فيها. عندما أخذ هذه المفاتيح معي، آمل و أؤمن أنني سوف أعود إلى البيت،" قالت عزيزة.
تجلس على الأرض و تربت على ظهر سلس و الذي يستلقي مسترخياً في حضنها. "مازلت آمل أن أعود إلى البيت في يوم من الأيام. لكن في بعض الأحيان، أتمنى لو أن غارة جوية تضربني، و أموت لكي أرتاح من هذا العذاب. و لكن يجب علينا الصبر و التحمل."
الكاتب: منظمة الناس في حاجة