من خلال المساعدة فقط عبر كرسي متحرك و سماعة حياة كاملة تم تغييرها في سوريا

نشرت: ١٠‏/٠١‏/٢٠٢٢ وقت القراءة: 3 دقائق
من خلال المساعدة فقط عبر كرسي متحرك و سماعة حياة كاملة تم تغييرها في سوريا
© Foto: PIN

ابتسامة حامد معدية. دافئة و تخرج منه بكل براءة حيث ابتسامته العريضة تتخلخل كل ركن من أركان الغرفة، عيناه تلمعان بوعي. "هو حنون جداً،" تقول أمه، كرمة. "لطفه و حنيته عالية جداً، مثلاً، إذا وجدني أبكي سوف يبدأ بالبكاء معي، إذا كان لديه بسكويت في يده، فلن يأكل قبل أن يعطيني بعض منها في البداية." 

"هو أغلى شيء في حياتي. أشعر أنه يحس و يفهم كل أحاسيسي أكثر مما أفعل أنا." وجه كرمة يحمل قصة لوحده – واحد من الوجوه الذي يواجه الإرهاق بقوة. من الصعب التخيل كيف أن الأم التي عمرها 40 سنة تستطيع الاهتمام بأكبر أبنائها لوحدها لفترة طويلة، باعتبار العناية الإضافية و الانتباه الذي يحتاجهم مع حاجاته الخاصة الجسدية المتعددة.

في عمر 13، حامد يستطيع أخيراً السماع بشكل جيد و التحرك بسهولة بعد أن تلقى أول مساعدة للسمع و كرسي متحرك من منظمة الناس في حاجة (PIN).

"الشيء الأكثر أهمية هو الكرسي المتحرك و السماعة،" تقول كرمة. "عندما أخذه إلى الطبيب من أجل العلاج الفيزيائي، أعتدت أن أحمله على ظهري لأنه ليس لدينا كرسي متحرك." 

منذ وفاة زوجها في الحرب قبل ثمان سنوات، " علي أن ألعب دور الأم و الأب،" تقول كرمة. غير قادرة على الحصول على عمل ثابت حيث ليس لديها بديل للعناية بحامد، تحاول كرمة بشق الأنفس الحصول على ما تحتاج. شراء أي نوع من المساعدة المادية لابنها بالإضافة إلى نفقاته الطبية التي لم يكن باستطاعتها أبداً.

للمساعدة في الحصول على بعض الاستقلال المالي، كرمة سجلت على دورة تدريبية للخياطة لمدة ثلاث شهور في مركز تدريب مهني في سوريا يدار من قبل منظمة الناس في حاجة. و لكن هنا، حياتها تغيرت بطريقة لم تتكن تتوقعها.

ما هي "تعاميم الحماية"؟

تدمج منظمة الناس في حاجة آليات عبر كل برامجها في سوريا لضمان وصول ذو معنى، الحماية و الكرامة للمساعدات الإنسانية التي نقوم بتوصيلها. هذا ما يشار إليه بشكل عام ب "تعاميم الحماية."

في منظمة الناس في حاجة، تعاميم الحماية تعني أني كل الموظفين مدربين على كيفية الوصول إلى الحالات المحتملة للناس الذين لديهم احتياجات خاصة للحماية، أو مساعدة إضافية و التي لا تغطيها مشاريعنا الحالية. هذا يشمل أي شيء من ضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي إلى أولائك الذين يحتاجون لعناية طبية حادة، مثل حامد. توجد هنالك مراقبة لهذه لآلية و نظام للإحالة في المكان الذي يمكن للموظفين إحالة أحد الأشخاص إلى قسم محدد ضمن المنظمة أو منظمة مختلفة بالكامل و التي يمكن أن تكون مجهزو بشكل أفضل لتقديم مساعدة خاصة لبعض الأشخاص المحتاجين. 


أحد أفراد المنظمة حدد حاجة كرمة للمساعدة و التي كانت خارج نطاق التدريب المهني. عن طريق فريق إحالة الحماية، و بفضل العنصر الحاسم في مشروع التعليم و التوظيف الممول من الاتحاد الأوروبي، منظمة الناس في حاجة كانت قادرة على تنظيم شراء سماعة و كرسي متحرك و التي لن تفيد فقط حامد بل كامل اسرته.

أخو حامد الصغير متحمس ليعمل على فهمه الصوتي و النطق. "يصبح مستاءً جداً عندما يصفه الناس بأنه معاق" تقول كرمة. "دماغه سليم و لكن الأطفال الآخرين يسخرون منه. أهم شيء بالنسبة له أن يعامله الآخرون بشكل طبيعي مثل أي ولد آخر."

الآن، كرمة يمكنها أن تخصص المزيد من طاقتها من أجل كسب لقمة العيش لكل أطفالها و مهاراتها الجديدة في الخياطة قيد العمل. " أريد أن أكون قادرة على إطعام عائلتي من عملي، أن يكون لدي مشروع صغير و الذي سيجعلني مستقلة و لا أحتاج لأي أحد،" تقول. "طموحي الوحيد هو أن أكون قادرة على تلبية احتياجات أولادي و بالتالي أن يعيشوا حياة كريمة مثل باقي الأطفال."

شكر خاص للاتحاد الأوروبي لتمويلهم الكريم لتشغيل مركز التدريب المهني و الذي يساعد مئات الأمهات مثل كرمة، و دعم تأسيس تعاميم الحماية عن طريق كل برامج منظمة الناس في حاجة.

الكاتبة: ميغان جيوفانيتي، مسؤولة قسم التواصل و المناصرة للشرق الأوسط في منظمة الناس في حاجة 

Autor: Megan Giovannetti, PIN Middle East Communication and Advocacy Officer