قصة مصورة: المجتمعات السورية تجتمع مع بعضها البعض من أجل المرح، التعبير المبدع و التغيير الإبداعي

نشرت: ١٠‏/٠١‏/٢٠٢٢ وقت القراءة: 3 دقائق

عبر شمال سوريا، تدعم منظمة الناس في حاجة تدعم نشاطات التماسك الاجتماعي لكل الأعمار، الخلفيات و القدرات. من مباريات كرة القدم و نشاطات الفن في الشارع إلى نقاشات المجموعات المركزة و مسرح الأطفال، هذه النشاطات تمنح الأطفال فرصة لترك الحرب الجارية في الخارج لدقائق و الاتحاد معاً. 

قصة مصورة: المجتمعات السورية تجتمع مع بعضها البعض من أجل المرح، التعبير المبدع و التغيير الإبداعي
© Foto: PIN

انضموا إلينا في مسرح مجتمعي متواضع في قرية صغيرة في شمال سوريا من أجل ليلة من التعبير المبدع و المسلي: ليلة الافتتاح لمسرحية قصيرة تركز على الصداقة و عدم إقصاء أصحاب الحاجات الخاصة. 

مرتدين كل ألوان قوس القزح، شعر أنيق و جاهز للعرض، الأطفال يجهزون للعرض في الخارج في حديقة مركز القرية الثقافي قبل ظهورهم في ليلة الافتتاح. كانوا يتدربون على هذه المسرحية من ثلاث فصول لأسابيع. الحماسة ترفع التوتر لديهم بينما يقود مخرج العرض تمارين التمدد للجسد و الأعصاب، يعمل وجوه مضحكة و يشجع الأطفال على أن يعيشوا التجربة. 

في نفس الوقت، الإخوة، الأهالي و الأجداد يدخلون إلى المسرح الهادئ، و الذي يشغل حيزاً كبيراً من المركز الثقافي. واحد واحداً يأخذون مقاعدهم، يهمسون بهدوء من خلف أقنعة الوجه خاصتهم. 

الأضواء تخفف فوق المقاعد و الأطفال يأخذون أماكنهم في الكواليس. ضحكات خفيفة و طقطقة الحركة غير المرئية تكسر حالة الترقب ما بين الحضور. العرض على وشك أن يبدأ. 

علي، 65، يدخل الخشبة و يرحب بالحضور. هو يدير المركز الثقافي منذ 2012. "نحن نعلم الأطفال عن تاريخنا الغني من أجل أن يقودوا هذا الإرث للأجيال،" يقول علي. المركز يستخدم الفن مثل المسرح، الموسيقى، و القص لتعزيز نوع من الكبرياء و التجمع في المجتمع. 

يدخل الأطفال الخشبة بثنائيات، متماثلة بالألوان، و يأخذون مقاعدهم بمشهد يمثل صفاً. يقف الأستاذ على الخشبة أمام لوح أبيض و يبدأ درس موسيقى. دو-ري-مي-فا-صول-لا-سي-دو! يغني الأستاذ. الطلاب يرفعون أيديهم و هو يتوسلون بأعينهم بينما يلوحون بأيديهم للأستاذ ليختار منهم من سيقوم بترديد اللحن. كل طالب يتم اختياره بالدور ما عدا واحدة – فتاة صغيرة بكرسي متحرك

" هذه أول مرة أتي إلى المركز الثقافي،" تقول عمشة، 28، متفرجة و أخت واحدة من الممثلات. "أعجبتني رسالة المسرحية و هي أن الأطفال يجب عليهم يساعدوا بعضهم البعض بغض النظر عن الاختلافات. هذه رسالة مهمة لأنها تقول أنه لا يجب ترك أي طفل بدون مساعدة، خصوصاً الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة." تتحدث عمشة عن تقديرها للمركز و خدمته للمجتمع و القوة التي يمتلكها الفن. "خصوصاً الموسيقى،" تقول، "لأنها لغة عالمية تجمع الناس معا بعضهم البعض و تمحي كل الاختلافات فيما بينهم." 

أخت عمشة، هند، 13 (في المركز ترتدي اللون الأحمر) تحب أن تلعب دوراً في المسرحية لأنها تسمح لها بالالتقاء بأطفال جدد من عمرها و تشكيل صداقات جديدة. و الأكثر، هذه المسرحية و المركز الثقافي بشكل أوسع يقدمان فرصة للأطفال للتعبير عن أنفسهم بشكل مبدع. "أحب التمثيل،" تقول هند، "أريد أن أكون ممثلة في المستقبل."

"الأطفال يتعلمون أشياء مفيدة من هذه النشاطات الفنية و تساعدهم على تشكيل شخصيتهم،" تقول عمشة.

المسرحية تستمر، كل مشهد يمثل سيناريو رمزي مختلف و الذي يتحدى الطريقة التي قد تنصرف بها جميعاً في الحياة الحقيقية. هل سوف تدعو هذه الفتاة الصغيرة على الكرسي المتحرك لتلعب معك؟ هل ستقف معها إن رأيتها تتعرض للتنمر؟ في النهاية، نجمة العرض توجه رسالة نحو الجمهور على شكل مونولج، كل لون من ألوان قوس القزح يصطف بجانبها. الرسالة الأخيرة كانت بسيطة: "الناس، خصوصاً الأطفال، يجب أن يكونوا أصدقاء، رغم أي خلافات فيما بينهم،" تقول هند.  

الأضواء تشعل بينما يصفق الحضور بقوة. العائلات تتجمع حول المرطبات بينما تأخذ الصور مع الممثلين الصغار. فريق المنظمة يوزع حقائب ظهر جديدة للأطفال كهدية عن مجهودهم في هذه الليلة.

كل الشكر للاتحاد الأوروبي على رعاية نشاطات التماسك الاجتماعي هذه و تقديم هذه المواد المدرسية الجديدة من خلال دعمهم الكريم.

الكاتب: منظمة الناس في حاجة. 

 

Author: PIN