"هذا عبء عليَ أن أتحمله" أصوات نسائية من بعد الزلزال في سوريا
نشرت: ١٥/٠٣/٢٠٢٣ وقت القراءة: 3 دقائقيتم إحياء ذكرى يوم المرأة العالمي في كل سنة في الثامن من شباط، حيث يتم إبراز إنجازات النساء وتحفيزنا جميعاً على إبراز اهتمام أكبر بحقوق النساء والمساواة بين الأنواع الاجتماعية. ولكن في شمال غرب سوريا المزاج مختلف تماماً.
بين سكان المنطقة البالغ عددهم 4.6 مليون شخص، 60% هم نازحون داخلياً، الغالبية منهم هي من النساء والأطفال. الزلزال الذي حدث مؤخراً سبب في زيادة الأوضاع السيئة سوءاً بالنسبة للنساء في شمال غرب سوريا، والذين في أفضل الأوقات ليس لديهن قدرة محدودة للوصول إلى فرص العمل وسبل العيش. في كثير من الحالات، تكافح الأرامل من أجل توفير الغذاء لأطفالهن حيث أن أزواجهن، وهم في العادة المسؤولون عن إعالة العائلة في المجتمعات السورية المتحفظة، قد قتلوا نتيجة لسنوات الصراع الطويلة.
من قبل الزلزال، تقوم منظمة الناس في حاجة بتقدم المساعدة إلى آلاف الأشخاص عبر شمال غرب سوريا باستعمال التمويل المقدم من الاتحاد الأوروبي. من خلال توزيع قسائم المساعدة المالية الإلكترونية تقوم منظمة الناس في حاجة بدعم النساء النازحات، وسوف يستمر هذا الدعم بعد الزلزال للاستجابة إلى احتياجاتهن المتزايدة بعد الكارثة.
"أتلقى قسائم من منظمة الناس في حاجة وهذا يمكن عائلتي من الحصول على ما تحتاجه. احتياجاتنا كبيرة ولدينا زيادة بها منذ حدوث الزلزال،" قالت أمينة، أرملة وأم لخمس أطفال تعيش في إدلب في شمال غرب سوريا، "لقد كانت أكثر اللحظات رعباً التي اختبرتها في حياتي. شهراً بعد شهراً، الأوضاع تصبح أكثر صعوبة."
قتل زوج أمينة في غارة جوية، وبعد حدوث الزلزال اضطرت ابنتها وزوجها اجبروا على ترك منزلهم المتضرر بسبب الحرب دون أن يكون لديهم مكان يذهبون إليه مما اضطر أمينة لاستقبال ابنتها وعائلتها، واقتراض المال من الأصدقاء لتتمكن من إطعامهم. "إنه وضع مأساوي، ولكن هذا عبء عليَ تحمله،" قالت لنا.
خلال 12 عاماً من الصراع غير المنتهي في سوريا، النساء مثل أمينة حملن عبء توفير احتياجات عائلاتهن على أكتافهن في أوقات صدمات لا يمكن تخيلها. فضيلة، أيضاً من ريف إدلب، تتذكر اللحظات التي قصفت فيها طائرات حربية حيها. لحظات بعد ذلك، ركضت إلى الشارع لتحضر كل النساء والأطفال الذين تقدر على استقبالهن إلى بيتها من أجل توفر لهم ملجأً. قصص الغارات الجوية والزلازل، تتشابه من حيث الخوف والمأساة. حتى الدمار من الصعب تفريقه. تشير فضيلة إلى الدمار الناتج عن الزلزال خارج بيتها والذي كان من الممكن أن يحدث بسبب غارة جوية أو قصف.
بالنسبة للنساء السوريات، قوتهن حافظت على عائلاتهن معاً، ولكن هذه المهمة شاقة. التعافي بعد الزلزال سوف يكون صعباً، كون الأدوار الاجتماعية الصارمة تحد من قدرة النساء على التوظيف في سوق العمل المزدحم. من بين القوى العاملة في سوريا أكثر بقليل من ربعها من النساء.
"بعد أن توفيَ زوجي، توجب عليَ أن أحمل مسؤولية عائلتي وتأمين احتياجاتها، لذلك بدأت العمل في إعداد الطعام،" قالت فضيلة، "ولكن العمل لم يكن مجدياً كثيراً في السنتين الماضيتين بسبب ارتفاع الأسعار وانخفاض الدخل. في الماضي، كان بيتي أقرب إلى سوق للخضار ولكن الآن الأمور يائسة."
السنة الفائتة، بدأت فضيلة بتلقي منحة نقدية من منظمة الناس في حاجة والتي استمرت بعد حدوث الزلزال. "إنه مشروع مهم ويساعدنا كثيراً. يمكنني أن اشتري كل الطعام الذي أريده ويمكنني أيضاً أن أعطي بعض المال لابني. استعملت المنحة المالية الأولى لشراء الوقود للتدفئة." قالت لنا، "لو لم اتلق هذه المنحة لم أكن قادرة على تدفئة منزلي عندما كان الطقس بارد جداً." الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والملجأ والوقود والأولويات للعوائل التي خسرت منازلها بسبب الزلزال.
أكثر من شهر قد مر منذ الزلزال، والطريق على التعافي سوف يكون شاق على النساء السوريات اللواتي يعانين كثيراً. الآلاف من النساء عبر شمال غرب سوريا هن الآن المسؤولات عن تأمين الغذاء لعائلاتهن ويمكنهن الاستفادة من المنحة المالية لمساعدتهن على تلبية احتياجات عائلاتهن. من أجل ذلك سوف تستمر منظمة الناس في حاجة بدعم الأشخاص المحتاجين باستعمال التمويل المقدم من الاتحاد الأوروبي، عبر توزيع النقد المعتاد وكذلك مشروع النقد مقابل الملجأ والذي سوف يمكن العائلات من إجراء إصلاحات طفيفة لمنازلهم التي تضررت من الزلزال.