"لم يكن لدينا وقت لأخذ أي قطعة ملابس." نظرة خاطفة إلى شمال غرب سوريا بعد كارثة الزلزال

نشرت: ١٥‏/٠٣‏/٢٠٢٣ وقت القراءة: 4 دقائق
صور لقصة محمد من الأتارب
© Foto: منظمة الناس في حاجة

أكثر من 41,000 شخص توفوا في سوريا وتركيا بعد الزلزال ذي الشدة 7.7 على مقياس ريختر، والذي تم اعتباره أسوء كارثة طبيعية في هذا القرن. في الوقت الذي يتم فيه التركيز على إعادة البناء بعد انتهاء عمليات الإنقاذ، فهنالك أزمة داخلي الأزمة بدأت تظهر في الأسبوعين الفائتين في أعقاب الزلزال.

بعد الزلزال، تم الإبلاغ عن أن 18,450 مبنى على الأقل قد تدمر أو تضرر في شمال غرب سوريا، مما يترك الكثير من العائلات مشردةً وتعيش في العراء بالرغم من درجات الحرارة المنخفضة. 2,8 مليون شخص من مجموع السكان البالغ 4,1 مليون في شمال غرب سوريا قد نزحوا عدة مرات.

ينام الناس في الشوارع وفي الحدائق وفي سياراتهم، والكثير من الأسر انتقلت على خيام بعيدة عن المباني الاسمنتية. "لقد تم إبلاغنا أن منزلنا سوف ينهار في أي لحظة وأنه لا يمكننا أن نكون قريبين منه،" قال محمد. التقيناه وأسرته في واحدة من مراكز الإيواء المؤقت في الأتارب، في غرب محافظة حلب، بينما مازالوا ينتظرون أن يتم تغيير مكان سكنهم إلى مركز أخر. "لم يكن لدينا وقت لأخذ أي قطعة ملابس، نحن بحاجة ماسة للفرشات والطعام والملابس للأطفال،" أضاف. 

السوريون الذين اختبروا كل أنواع الموت يصارعون الآن ضد عوامل أخرى. زينب، 33 عاماً، امرأة سورية نازحة والتي هي أيضاً مريضة سرطان، قضت حوالي 5 ساعات بعد الزلزال تحت الأنقاض مع عائلتها. "كل شيء حدث بشكل سريع جداً. لم نتمكن من الخروج قبل أن ينهار البيت فوق رؤوسنا. بعد أن تم إنقاذنا، قضينا اليوم في المستشفى،" شرحت لنا. زينب وأطفالها الثلاثة كانوا قد انتقلوا إلى مركز إيواء مؤقت. "زوجي مريض قلب وكان يجب أخذه إلى تركيا من أجل جراحة. كسرت يد ابنتي وكتفها، أصيب رأسي وأخي لديه الكثير من الكسور ولم يعد قادراً على الحركة بمفرده،" قالت لنا. زينب هي واحدة من كثير من السوريين الذين شهدوا موت الذين يحبونهم بعد الزلزال. أخيها وزوجته الحامل فقدوا حياتهم أمام عينيها عندما كانوا ينتظرون أن يتم إنقاذهم.

أزمة في داخل الأزمة

لقد أتى الزلزال في أسوء وقت يمكن تصوره، حيث تصارع سوريا مع شروط الشتاء القاسية والتهجير والفقر وجائحة كوليرا ونظام صحي ضعيف. قبل الزلزال، غالبية السكان في شمال غرب سوريا كانوا بحاجة المساعدات الإنسانية.

هذه الكارثة الطبيعية ليست الحادثة الوحيدة المهددة للحياة التي تضرب سوريا، الناجون من الزلزال يعانون من شح المياه وغياب النظافة والكهرباء والتدفئة والطبابة والحفاضات والطعام. الزيادة الملحوظة في أعداد الأطفال اليتامى والملاجئ المكتظة سوف يضع المزيد من الأخطار على النساء والأطفال الذين سوف يصبحون هدفاً سهلاً للاستغلال. أكثر من ذلك، الأفراد، خصوصاً الذين اختبروا الحرب السورية سوف تتكرر لديهم الصدمة مما قد يكون له آثار إضافية على صحتهم العقلية.

بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA)، فهنالك خطر متزايد بسبب الأمراض المنقولة عبر المياه، خصوصاً في وسط جائحة كوليرا. بالإضافة إلى ذلك، الوصول إلى خدمات التعليم تأثر بشكل سلبي وأكثر من 14,000 طفل و600 أستاذ هم خارج المدرسة حالياً في الوقت الذي تم فيه الإبلاغ عن تضرر 40% من المدارس.

كارثة الزلزال تركت آثاراً كبيرة على القطاع الصحي في شمال غرب سوريا والذي يقع بالأصل تحت ضغط كبير. بحسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، فقط نصف المنشآت الصحية كانت تعمل قبل الزلزال، وعلى الأقل 57 تضررت بشكل جزئي أو أصبحت خارج الخدمة.

مسشتفى العقيربات هو واحد من المستشفيات القليلة التي مازالت تعمل. هناك، التقينا صلاح عبد السلام، المدير الإداري للمستشفى. شرح لنا صلاح حول كيف يتم توسيع الخدمات أكثر من اللازم. "مجموع الإصابات أكبر من قدرة القطاع الصحي على استيعابها. بالإضافة إلى ذلك فإن بعض المواد والمستلزمات الطبية قد نفذت،" قال لنا. "نريد أن نشكر منظمة الناس في حاجة على مساعدتنا لتأمين وجبات الطعام للمرضى في المستشفى."

كيف نقوم بالمساعدة على الأرض

لإعادة بعض مظاهر الحياة الطبيعية، جمعت منظمة الناس في حاجة أكثر من 3 مليون يورو وتدعم عشرات الآلاف من المتضررين في سوريا عبر تقديم المساعدة المالية لهم والملابس الشتوية والطعام والفرشات والبطانيات ومولدات الكهرباء أو خزانات مياه الشرب وإصلاح المنازل المدمرة. بالإضافة إلى ذلك توظيف برنامج النقد مقابل العمل لتزويد وظائف قصيرة الأمد لتنظيف الأنقاض.

كذلك سوف نقوم بإعادة بناء المدارس والاستمرار بدعمها. بالإضافة إلى ذلك سنستمر بدعم المزارعين من أجل إعادة زراعة محاصيلهم. أكثر من ذلك سوف نساعد المدارس من أجل أن يستمروا بنشاطاتهم التعليمية في الفترة القادمة.

تبرعوا إلى نداء المساعدة العاجل لزلزال تركيا وسوريا:


هذا المقال تم كتابته من قبل زينب ميلادان، المديرة الإقليمية للتواصل والمناصرة في الشرق الأوسط

Autor: زينب مايلادان، منظمة الناس في حاجة

مقالات مرتبطة