ساعدت منظمة الناس في حاجة عشرة ملايين سوري خلال عشر سنوات

نشرت: ٠٧‏/١٢‏/٢٠٢٢ وقت القراءة: 5 دقائق
ساعدت منظمة الناس في حاجة عشرة ملايين سوري خلال عشر سنوات
© Foto: ماركيتا زمانيكوفا، منظمة الناس في حاجة

الحرب في سوريا تعتبر واحدة من أسوء الأزمات الإنسانية في عصرنا. منظمة الناس في حاجة (PIN) تعمل في سوريا منذ 2012، خلال عشر سنوات، ساعدت المنظمة عشرة ملايين شخص في حاجة ماسة. وفرت PIN طعاماً فورياً ومساعدة مالية لضحايا الحرب وساعدت في إعادة بناء البنية التحتية والزراعة، كذلك قدمت المنظمة فرص التعليم لكل من الأطفال والبالغين. وبمناسبة الذكرى العاشرة لبدأ عملها في سوريا، نظمت PIN عرضاً لفيلم وثائقي بعنوان ذاكرتنا تنتمي لنا، اتبعها نقاش حول الوضع الحالي في سوريا.

في سوريا، تعمل منظمة الناس في حاجة للتخفيف آثار الحرب على الناس. من مجموع 21 مليون شخص، 14.6 مليون شخص يحتاجون حالياً للمساعدات الإنسانية، وواحد من كل ثلاث سوريين نازح داخل البلد.

إن منظمة الناس في حاجة هي واحدة من أوائل المنظمات التي استجابت للحرب في 2012. عملها ساعد ما يقارب 129,000 شخص شهرياً ودعم أكثر من 1.5 مليون شخص في سنة 2021 لوحدها. في المحصلة وبفضل شركائها والمانحين، استطاعت منظمة الناس في حاجة تقديم مساعدات بما يقدر ب 279 مليون يورو خلال أكثر من عشرة سنوات.

"مباشرة بعد احتدام الصراع في سوريا، قمنا بمساعدة الأشخاص الذين فروا إلى الأردن، وبعد ذلك دعمنا شبكة من الأطباء السوريين الذين ساهموا في إنقاذ ضحايا الحرب،" يتذكر يان ماركفيتشكا، مدير قسم الإغاثة والتنمية في منظمة الناس في حاجة.

"في النهاية، تمكن موظفونا من عبور الحدود من تركيا إلى سوريا. كان هنالك بالكاد أي شخص يقوم بالمساعدة، والاحتياجات كانت كبيرة. لقد استجبنا بشكل سريع للموقف، ابتداءً من بناء فرق المساعدات الإنسانية والحصول على التمويل من أجل المساعدات،" يقول يان ماركفيتشكا، واصفا بداية ما سيصبح لاحقاً أكبر مهمة مساعدات إنسانية.

تقوم منظمة الناس في حاجة بتوفير المساعدات على أكثر من مستوى. المستوى الأول يركز على المساعدة المباشرة لضحايا الحرب. ذلك يتضمن مساعدة مالية مباشرة، قسائم غذائية أو سلال للتنظيف والتعقيم. بالإضافة إلى المساعدة الشتوية الهامة، والتي تحمي الأشخاص المعرضين للخطر من أخطار شديدة، خصوصاً للنازحين الذين يعيشون في الغالب داخل مخيمات غير مجهزة بشكل جيد.

المستوى الثاني هو مساعدة طويلة الأمد مع إعادة إعمار البلد. هذا يتألف من الدعم الزراعي – من خلال المال لشراء البذور والاحتياجات الأخرى. كذلك تدعم منظمة الناس في حاجة الفلاحين بشكل غير مباشر – من خلال برامج التدريب للمزارعين الصغار: هذه النشاطات تمكنهم من الحصول على سبل عيش مستدامة لكامل عائلاتهم ومجتمعاتهم. بالإضافة إلى ذلك، تساعد منظمة الناس في حاجة على استقرار المجتمعات المحلية: الحصول على فرصة عمل يمكن أن يزود الأفراد بدخل ثابت لمساعدتهم على الوقوف على أقدامهم من جديد. كذلك تبني منظمة الناس في حاجة وتقوم بصيانة البنية التحتية للمياه والصرف الصحي لضمان حصول الناس على مياه شرب نظيفة و منع ظهور الأمراض و انتشارها، بما يزيد من الاكتفاء الذاتي و الكرامة الإنسانية.

"الأسعار مرتفعة جداً وتستمر بالارتفاع. ولكن بفضل منظمة الناس في حاجة. حصلت على عمل مكنني من توفير كل ما تحتاجه أسرتي. لقد كنت قادراً على شراء الطعام والدواء لأطفالي ووقود التدفئة للشتاء. وكذلك ساعدني الأمر على الصعيد النفسي، والعمل ساعد المدينة ككل بشكل واضح،" يقول إبراهيم.

الحرب في سوريا كان لها تأثير مدمر على التعليم

تقوم منظمة الناس في حاجة بتوفير مساعدات نفسية ودعم للقطاع التعليمي في سوريا. "الحرب في سوريا قد حرمت الكثير من الأطفال من فرصة الذهاب إلى المدرسة. والخوف قد أثر على حياتنا كثيراً،" تقول أسما، التي تخيط الملابس الموحدة للمدارس في سوريا. بسبب اثنا عشر عاماً من الحرب، بعض الأطفال لم يذهبوا أبداً إلى المدرسة خلال حياتهم كلها. لتصحيح هذا، تمكن منظمة الناس في حاجة الأطفال من اللعب والتطور من أقرانهم ومتابعة تعليمهم. على سبيل المثال، يتم إنشاء مساحات خاصة للأطفال في مخيمات النازحين من أجل دعم الأطفال. كذلك تقوم منظمة الناس في حاجة بتدريب الأساتذة ودفع رواتبهم من أجل استمرار عمل المدارس.

"ليس هنالك نهاية للأزمة السورية في المدى المنظور، والوضع يبقى شديد التوتر في بعض المناطق السورية. الوضع الاقتصادي سيء، والناس يعتمدون على المساعدات الإنسانية. الأزمة السورية تبقى واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية، تقريباً 60% من السكان لا يملكون ما يكفي من الغذاء."

"تمكن منظمة الناس في حاجة الأطفال من الذهاب إلى المدرسة، ويقوم الفريق بتزويدهم بالملابس الموحدة. استمتع بعملي لأنني أقوم بأمر نافع للمجتمع. وكذلك يذهب حفيدي إلى مدرسة تدعمها منظمة الناس في حاجة،" تضيف أسماء.

أكثر من نصف السوريين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، و90% منهم تحت خط الفقر

من دون وضوح نهاية للحرب في الأفق الوضع يبقى حرجاً، سوف تستمر منظمة الناس في حاجة بدعمها في سوريا لسنوات قادمة. 90% من سكان البلد يقبعون تحت خط الفقر، والمساعدات الإنسانية هي إنقاذيه بالنسبة إليهم. لتكون في أقصى فاعليتها تعمل منظمة الناس في حاجة مع المنظمات الأخرى العاملة في سوريا.

"ليس هنالك من نهاية للأزمة السورية في المدى المنظور، والوضع يبقى متوتراً في بعض المناطق السورية. الوضع الاقتصادي سيء، والناس يعتمدون على المساعدات الإنسانية، ولكنها ليست كافية. الأزمة السورية تبقى واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية، تقريباً 60% من السكان ليس لديهم ما يكفي من الطعام. لذلك، تحاول منظمة الناس في حاجة لتخفيف من آثار الأزمة غير المسبوقة وإنقاذ الأرواح،" يقول توماش كوتسيان، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط من منظمة الناس في حاجة.

بمناسبة الذكرى العاشرة لعملها في سوريا، نظمت منظمة الناس في حاجة عرض فيلماً وثائقياً بعنوان ذاكرتنا تنتمي لنا في سينما بيو أوكو، يتبعها نقاش حول الوضع الحالي في سوريا. تتضمن قائمة الضيوف وائل خزعال- مدير برنامج المساعدات في شمال غرب سوريا، يان دانيل- باحث في مركز العلاقات الدولية ويتكا تراختوفا، منسقة منظمة الناس في حاجة، والتي ساعدت في تأسيس أول مكتب لمنظمة الناس في حاجة في سوريا.

كل الشكر لمناحينا لدعمهم المهم لاستمرار مساعدة الناس المعرضين للخطر. التمويل الكريم كان مقدماً من قبل، المساعدات الإنسانية من الإتحاد الأوروبي (ECHO)، آلية الإتحاد الأوروبي لدول الجوار (ENI)، الحكومة السويسرية، مكتب الولايات المتحدة للمساعدات الإنسانية، و وزارة الخارجية التشيكية. و كذلك نريد أن نشكر من جمهورية التشيك من قام بالتبرع عبر آلية إنقاذ سوريا، الهدايا الحقيقية، أو عبر نادي أصدقاء منظمة الناس في حاجة.

للتواصل من قبل وسائل الإعلام:


Autor: يوليانا هموفا

مقالات مرتبطة