سبع أشياء يجب عليكم معرفتها عن الزلزال في سوريا وتركيا
نشرت: ١٤/٠٣/٢٠٢٣ وقت القراءة: 4 دقائقبعد الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا شرق تركيا وشمال غرب سوريا في الساعات الأولى من صباح السادس من شباط، قمنا مباشرة بتحريك مواردنا لتقديم المساعدة للناجين. على كل من جانبي الحدود التركي والسوري، قمنا بتوزيع وجبات طعام ساخنة، بطانيات، ملابس، ومساعدة مالية للأشخاص المحتاجين بها. بعد أكثر من أسبوع على الزلزال، هذه سبع أشياء يجب عليكم معرفتها.
لماذا كان هذا الزلزال مميتاً؟
الزلزال كان قوياً، مسجلاً 7.8 درجات على مقياس ريختر. بالرغم أن جنوب تركيا يتقاطع مع صدع جنوب الأناضول (الخط الذي تتلاقى عنده صفيحتين تكتونيتان)، لم يحدث زلزال بهذه القوة في المنطقة منذ أكثر من 80 سنة. نتيجة لذلك، المنطقة كانت أقل تجهيزاً مما يجب أن تكون عليه. في شمال غرب سوريا خصوصاً، الكثير من المباني إنشاؤها سيء وتجهزيها قليل للتعامل مع كوارث من هذا الحجم.
وقت الزلزال كان عاملاً مؤثراً. ضرب الزلزال المنطقة في الساعة 4:17 صباحاً، عندما كان الكثير من الأشخاص ينامون في أسرتهم. بالنسبة للذين علقوا تحت الأنقاض، فالشتاء القارص جعل الأمر أكثر صعوبة عليهم للنجاة بينما ينتظرون الإنقاذ، وكذلك أعاق جهود فرق الإنقاذ من أجل الوصول إليهم. تسببت مجموعة العوامل هذه بعشرات آلاف الوفيات وتركت الكثير من الجرحى وفقد الكثير منازلهم.
ما هي المناطق الأكثر تضرراً؟
في تركيا، المناطق الأكثر ضرراً هي الأقرب إلى مركز الزلزال، 20 كيلومتر من البلدة الجبلية كهرمان مارس في جنوب شرق البلاد. البلدة نفسها شهدت دماراً هائلاً، كما تأثرت المناطق التسعة المحيطة بها وهي غازي عنتاب، كيليس، هاتاي، قاضيمان، ديار بكر، أورفة، العثمانية، أضنة، الملاطية – حيث حدود المنطقة المتأثرة حوالي 450 كيلومتر من الشرق إلى الغرب و300 كيلومتر من الشمال إلى الجنوب. 12,7 مليون شخص يعيشون في هذه المناطق، بما في ذلك 1,7 مليون لاجئ سوري.
كما تأثرت منطقة شمال غرب سوريا بالزلزال. التقارير الأولية تشير أن منطقة حلب، على الحدود السورية التركية والتي تقع مباشرةً جنوب مركز الزلزال كانت الأكثر تأثراً. بالرغم من ذلك المحافظات المجاورة وهي إدلب وحماه واللاذقية وطرطوس لم تنجوا من دمار واسع.
هل الوضع في سوريا أسوء مما هو عليه في تركيا؟
كل من تركيا وسوريا مدمرتان بشدا. الفرق بينهما هو أن 4,1 مليون شخص في شمال غرب سوريا كانوا يعتمدون بشكل كبير على المساعدات الإنسانية منذ وقت طويل قبل حدوث الزلزال.
أصيبت هذه المنطقة من البلد بالشلل بسبب سنوات من الحرب، والأغلبية الواسعة من السكان الذين يعيشون في شمال غرب سوريا اضطروا لمغادرة منازلهم مرة واحدة على الأقل. الكثير منهم يختبرون المأساة نفسها، لكن هذه المرة تدمرت منازلهم بفعل الزلزال لا بسبب القنابل والصواريخ.
لماذا من الصعب إيصال المساعدات إلى شمال غرب سوريا؟
المناطق الأكثر تضرراً بفعل الزلزال في شمال غرب سوريا موزعة في مناطق مختلفة تحت سيطرة عدة جهات ومجموعات مسلحة والتي اكتسبت القدرة على التأثير خلال السنوات الاثنا عشرة من الصراع غير المنتهي.
في هذه اللحظة، هنالك معبر واحد مسموح استخدامه من تركيا إلى شمال غرب سوريا -منطقة إدلب- وهو معبر باب الهوى. خضع معبر باب الهوى لقرارات صادرة من الأمم المتحدة لإبقائه مفتوحاً، بالرغم من ذلك فالطريق إلى المعبر متضرر بشكل كبير بسبب الزلزال. الطرق المدمرة والوضع غير المستقر لوصول المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا يعني أن المساعدات سوف تأخذ زمناً أطول للوصول إلى المناطق المتضررة.
هل تعمل منظمة الناس في حاجة في شمال غرب سوريا؟
نعم، نحن نعمل في سوريا منذ أكثر من عقد من الزمن، وخلال السنة الفائتة ساعدنا ما يقارب 1,5 مليون شخص في شمال سوريا. في 2012، أنشأنا أول عملية لإيصال المساعدات الإنسانية في سوريا في محافظتي حلب وإدلب. مع أكثر من 500 موظف يعملون في المنطقة، نحن قادرون أيضاً على تحريك مواردنا بشكل مباشر لبدأ إيصال المساعدات للناجين من الزلزال.
ما هي الاستجابة التي تقوم بها منظمة الناس في حاجة؟
في شمال غرب سوريا، نقوم بتوزيع المساعدات المالية ووجبات الطعام الجاهزة والملابس الشتوية والأساسيات الأخرى للأشخاص المتضررين من هذه الكارثة المأساوية، قمنا بتوزيع:
• 50,000 ليتر من المحروقات ومعدات أخرى ضرورية تم تقديمها إلى السلطات المحلية لمساعدة جهود الإنقاذ في الأسبوع الفائت.
• 300 قطعة من الملابس الشتوية للأطفال والبالغين.
• 1,500 سلة غذائية جاهزة للأكل للعائلات الأكثر تضرراً.
• 800 وجبة ساخنة في اليوم من المقاصف في بلدات جنديرس وعزاز.
• 1,200 سلة مساعدات أساسية تتضمن قماش مشمع وأغطية ومواد منزلية أساسية.
في تركيا، قمنا بتوزيع البطانيات والملابس والمساعدة المالية للشركاء المحليين بالتنسيق مع الممثلين المحليين والمنظمات غير الحكومية. كما أننا الآن في مرحلة تعريف المناطق ذات الاحتياجات الشديدة.
نداء منظمة الناس في حاجة العاجل للمساعدة بعد الزلزال في سوريا وتركيا جمع أكثر من 2.4 مليون يورو حتى هذا اليوم، وهذا ساعد على تمويل أنشطتنا، بالإضافة إلى المساعدة من المانحين مثل الاتحاد الأوروبي.
ما الذي سوف يحدث الآن؟
الساعات ال72 الأكثر حساسية لعمليات البحث والإنقاذ قد انتهت الآن، ولكن هذا لا يعني أن المتطوعين وفرق الإنقاذ سوف تتوقف عن البحث عن ناجين محتجزين تحت الأنقاض.
و في نفس الوقت، نخطط لتوسيع استجابتنا من أجل أن تعكس الحاجات المتزايدة على المدى الطويل للمتأثرين بالزلزال. وبينما تمضي الأيام والأسابيع، احياجات الناس لا تتغير. الأولويات سوف تبقى هي التحول من عمليات الإنقاذ والخدمات الصحية المباشرة إلى أشياء مثل إعادة البناء وإصلاح المنازل وإزالة الأنقاض.
في سوريا خصوصاً مع شروط الشتاء سوف يكون من الصعب على الذين فقدوا منازلهم أن يحصلوا على مكان آمن. في هذه الحالة، الناجون من الزلزال يحتاجون إلى دعم على المدى الطويل.