"أشعر بالسعادة عندما أكون قادرة على تلبية حاجات أطفالي" – مجموعات المساعدة الذاتية تدعم النساء لتحقيق الاستقلال المادي في سوريا
نشرت: ٠٢/١٠/٢٠٢٢ وقت القراءة: 4 دقائقبينما حصدت الحرب في سوريا أرواح مئات الألاف، فقد تركت ملايين المواطنين دون عمل أو مصدر دخل. الكثير من العائلات السورية تعتمد على المساعدات الإنسانية لأنه ليس لديهم أي خيار أخر. بالرغم من ذلك، فإن المساعدات الإنسانية بالكاد تكفي بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة في شمال غرب سوريا. أسعار المواد الغذائية قد ازدادت بشكل كبير، و الكثير من الناس لم يعودوا قادرين على توفير تكاليف معيشتهم و معيشة أسرتهم.
من خلال مشروع المساعدة الذاتية الذي تدعمه منظمة الناس في حاجة (PIN)، استطاعت كل من جميلة و بندر بدأ مشروعيهما الخاصين، مما مكنهما من الحصول على دخل لدعم عائلتيهما. تحدثنا إليهما لنعرف المزيد عن المشروع و كيف يساعدهما ليصبحا مستقلين مالياً.
بندر و عائلتها يسكنون في بيت مؤلف من غرفتين في قرية في ريف إدلب. قبل الحرب، سافرت بندر مع زوجها و عائلتها من مكان إلى مكان بحثاً عن العمل، في أغلب الأحيان في مزارع القطن و المراعي. منذ الفجر و حتى الليل، كانوا يكدحون في الشمس كي يحصلوا على ما يكفي من المال ليعينهم في الشتاء. بعد الساعات التي كانت تقضيها في حقول القطن و المراعي، كانت بندر تعود إلى منزلها لتطبخ لأطفالها و تغسل ثيابهم بيديها. لقد كان عملاً مجهداً و بالرغم من ذلك كانوا سعداء.
لكن مع اندلاع الحرب لم يعد السفر خياراً. الغارات الجوية و القصف تقدم باتجاههم رويداً رويداً، في النهاية تم قصف قريتهم. في نفس الوقت، تكاليف شراء الحاجات الرئيسية مثل الطعام و الملابس أصبحت لا تطاق، تاركةً بندر و زوجها غير قادرين على توفير احتياجات أطفالهم الثمانية.
"أنا أعمل في أي عمل متاح، مثل الزراعة، لمساعدة زوجي. أحياناً أبيع الملابس المستعملة. أطفالي و أنا نجمع الحطب و نبيعه. بالرغم من كل هذا العمل الشاق، فإننا لا نجني ما يكفي لتلبية كل احتياجاتنا."
في النهاية، سمعت بندر عن مجموعة المساعدة الذاتية عبر المجلس المحلي. 25 امرأة في المجموعة يساهمن بشكل دوري بمبلغ من المال. كل أسبوع، يسحبن قرعة ليقررن من منهن سوف تأخذ مجموع المساهمات كقرض. عندما يكون دورها، تشتري بندر ملابس مستعملة، أو أحياناً ألعاب للأطفال و وجبات خفيفة، و التي تبيعها مقابل ربح.
" المشروع ليس عبارة عن دعم مالي مباشر. أردت المشاركة و أن أكون ناجحة. أنا متحمسة جداً حول فكرة المشروع. أريد أن يرى الآخرون كم أنا ناجحة. أريدهم أن يروا كيف أستطيع أن أعتني بأطفالي، مساعدة زوجي و إدارة مشروع صغير ناجح. المرابح المادية ليست الأكثر أهمية بالنسبة لي. ما يهمني هو أن أكون منتجة و ناجحة في حياتي."
الاستقرار و توفير ما يحتاجه أطفالها هما الأولويتان الأكثر أهمية بالنسبة لبندر. لقد سرقت الحرب منها سبل العيش التي كانت لديها سابقاً و لكن بفضل مجموعة المساعدة الذاتية، أصبحت قادرة على دعم عائلتها.
جميلة من نفس المنطقة من سوريا. عمرها 47 سنة، و لكنها جدة من الآن. قبل الحرب، كانت تحصل على معيشتها بطريقة مشابهة لبندر، من خلال السفر عبر البلد بحثاً عن فرصة عمل في الزراعة. خلال شهور العمل تنتقل العائلة بكاملها إلى المزرعة و المرعى في ريف حماه. اندلاع الحرب وضع حداً لنمط حياتهم هذا.
جميلة و عائلتها لم يقدروا على الهروب من العنف الذي اجتاح سوريا. واحد من أولادها قتل و الباقون جرحوا. بالإضافة إلى أن زوجها يعاني بالأساس من مشاكل صحية و التي تحد من قدرته على العمل، مما جعل توفير احتياجات أسرتها تحدياً أكبر.
عندما سمعت عن مجموعة عمل المساعدة الذاتية من المجلس المحلي، سارعت جميلة للتسجيل. القرض الذي تلقته ساعدها لبدأ عملها في صناعة منتجات الألبان. بات بإمكانها شراء المزيد من الحليب و إنتاج مختلف أنواع الألبان و الأجبان و بيعها مقابل ربح مادي.
"لقد حمستني على العمل. و ذلك أفضل بكثير من الاعتماد على المساعدات الإنسانية."
"إنه شعور جيد أن أعمل لإعالة عائلتي. من الجميل أيضاً أن يكون لدي عمل و أن أحاول التطور. كما يمنحني ذلك شعوراً أكبر بالثقة و القدرة على العمل مع الآخرين. أشعر بالسعادة عندما أقدم لأطفالي ما يحتاجونه. كما أشعر أنني مستقلة مادياً. بفضل المساعدة من المشروع، أستطيع أن أعمل و أن أدعم عائلتي. تشجيعهم و دعمهم لي ساعداني كثيراً. أكبر نجاح للمشروع هو في تقوية النساء و تشجيع الناس على الاعتماد على عملهم عوضاً عن المساعدات الإنسانية."
تعيش جميلة كل يوم كما يأتي، كما أنها تقلق غالب الأحيان حول مستقبل أطفالها. العمل الذي بدأته بمساعدة مجموعة المساعدة الذاتية يؤسس لخطوة كبيرة باتجاه بناء مستقبل مزدهراً لعائلتها.
شكراً للمكتب الأميركي للمساعدات الإنسانية (BHA) لتمويلهم هذه النشاطات و تزويد الناس في سوريا بطريقة كريمة ليكونوا مكتفين ذاتياً و يعاودون الوقوف على أقدامهم.