حكايا النزوح في سوريا: تروى عبر عيون الأطفال
نشرت: ٠٨/٠٤/٢٠٢٤ وقت القراءة: 3 دقائقالأطفال الذين يواجهون الصدمات في أعمار مبكرة معرضون لخطر أن هذه الصدمات سوف تؤثر بشكل كبير على سنوات نشأتهم الأولى. في شمال غرب سوريا، الحدث المؤلم الأكثر شيوعاً بين الأطفال هو النزوح. أن ينتزع الأطفال من منازلهم وأصدقائهم وحياتهم قد يؤدي إلى ندبات نفسية سيكون من الصعب جداً شفائها.
لقد تحدثنا إلى طفلين – طالبتين في المدارس التي تدعمها منظمة الناس في حاجة في شمال غرب سوريا – واللتان تحملان ذكرى نزوحهما معهما أينما رحلتا. لقد تغيرت حياتهم بالكامل بسبب حرب لم تقدرا على فهمها بشكل واضح. حرب بإمكانهما فقط أن يفهمها من منظور الأطفال. لقد تركتا منزلهما وأصدقائهما وكتبهما وألعابهما ورائهما دون أن تعرفا أنهما لن تعودا ابداً.
ياسمين
اسمي ياسمين وعمري أحد عشرة سنة. أنا من تل طوقان. لدي أربع أخوة وخمس أخوات. نزحنا من بيتنا منذ أربع سنوات. كانت الحياة أجمل بكثير عندما كنا في بيتنا. نزحنا عن قريتنا بسبب الحرب والقصف. تركنا منزلنا عند الفجر، في الشتاء حين كان الضباب يغلف كل شيء.
عندما قدمنا إلى هنا، ولدت أمي طفلاً جديداً، لذلك توجب علي البقاء في البيت لمساعدتها الاهتمام بأخوتي الأصغر سناً بدلاً من الذهاب إلى المدرسة. كنت أشاهد الأطفال يذهبون إلى المدرسة بحقائبهم. وجعلني هذا المشهد أريد الذهاب أيضاً. في النهاية، بعد سنة، كنت قادرة على العودة إلى الدراسة، كان شعور عظيم للعودة إلى المدرسة. أحب اللغة العربية، وأنا جيدة جداً فيها. كما ندرس اللغة الإنكليزية والرياضيات والعلوم.
إن كنت قادرة على تغيير شيء واحد في حياتي، فسوف أعود إلى منزلي. كما أريد بناء منزل جديد لعائلتي لحمايتهم.
إسراء
اسمي إسراء وأنا في الصف الخامس. لدي سبع إخوة: أربع أخوات وثلاث إخوة.
قريتي، تل كورسان، تم قصفها كثيراً. كنت أحب الذهاب إلى المدرسة هناك. لكن في الكثير من المرات كان القصف قريباً منا كثيراً. طالب من الصف التاسع تأذت عينيه بسبب الشظايا بينما يلعب في الخارج. عندما كان القصف يبدأ، كان يرشدنا الأساتذة للذهاب إلى مكان آمن فلا نشعر بالخوف أو الفزع. كان الأمر مفزعاً. كنا نهرب ونختبئ تحت الأشجار من أجل حماية أنفسنا من الشظايا. كان يجب علينا أن نختبأ بعيداً عن الأبنية وقريباً من الأشجار.
أحضرنا فقط عدد قليلاً من البطانيات والملابس وتركنا كل شيء خلفنا. انتقلنا من مكان إلى مكان، ولم أكن قادرة على الذهاب إلى المدرسة إلا لفترة قصيرة. في النهاية، وصلنا إلى المخيم حيث نعيش هنا.
فقدت التواصل مع أصدقائي فاطمة وحنين. لقد كان الأمر صعباً جداً أن انفصل عن أفضل أصدقائي، ولكنني أحب المدرسة هنا. في البداية، كانت الصفوف المدرسية عبارة عن خيم مصنوعة من الملابس. عندما كان الجو عاصفاً كانت الخيم تهتز كثيراً كثير كنت أشعر أنها سوف تطير. في الصيف، كانت الجو حاراَ جداً ومغبراً في الداخل، لكنني لم أمانع ذلك لأنني كنت أريد الذهاب إلى المدرسة والتعلم.
في النهاية، تم استبدال الخيمة بصفوف اسمنتية. الوضع الآن أفضل بكثير، كما يوجد لدينا مروحة لتهوية الصفوف في الصيف ومدافئ في الشتاء. الأساتذة جيدون جداً، يدرسوننا العربية والرياضيات والإنكليزية.
دعم المستقبل من خلال المدارس
بالنسبة للأطفال الذين اهتزت حياتهم بسبب الأزمة والصدمات، العودة إلى التعليم هي خطوة رئيسية لضمان الاستقرار. صداقات جديدة يتم تشكيلها وذكريات إيجابية يتم تكوينها بينما يعطى الأطفال أساساً صلباً يمكنهم بناء مستقبلهم عليه. بفضل التمويل المقدم من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، تدعم منظمة الناس في حاجة في شمال غرب سوريا من خلال بناء وإعادة تأهيل المدارس وتوزيع المواد المدرسية على الأساتذة والطلاب.