التعليم في وقت الأزمات: دعم مستقبل الأطفال السوريين
© Foto: محمد مصفى وعمر خطاب (للأسباب أمنية الرجاء التواصل مع منظمة الناس في حاجة قبل النشر)

التعليم في شمال غرب سوريا في أزمة. تنخفض رواتب الأساتذة في وسط تفاقم أزمة تكاليف المعيشة، الوصول إلى المناهج والمعدات التعليمية محدود، وكما أصبحت المدارس مزدحمة بشكل كبير.

بدون منافع التعليم فإن مستقبل شمال غرب سوريا في خطر حيث يواجه الجيل القادم من السوريين آفاق أسوء من التي واجهها أهلهم أو أجدادهم من قبل. لن يكون فقط النمو الاقتصادي محدوداً بل بدون التعليم فإن الجيل القادم سوف يصارع لإيجاد طرق للخروج من دائرة الفقر والاعتماد على المساعدات. بفضل الدعم المقدم من المنظمات مثل منظمة الناس في حاجة، المعلمون في سوريا يحاولون إيقاف أو حتى عكس المسار التنازلي لمستقبل الأطفال في سوريا.

يعمل ممدوح في القطاع التعليمي في سوريا من الثمانينات. على كثير من المعلمين الذين اجبروا على ترك وظائفهم بسبب تدني الأجور وانعدام الأمان الوظيفي وفرص العمل المتضائلة، مازال ممدوح في عمله منذ عقود. لقد اختبر عن قرب كيف أصبح القطاع التعليمي تحت وطأة استهداف متكرر.

"كان موسم الامتحانات. كان الطلاب داخل قاعات الامتحان عندما تعرض البناء لقصف صاروخي. كان الأطفال بحالة ذعر وبدأوا بالصراخ،" قال لنا، "لا يوجد ملاجئ في المدارس أو أقبية، لذلك اختبئ الطلاب على الأدراج، بعد دقائق تم استهداف المدرسة مرة ثانية ولكن الحمد الله فقط سقط الصاروخ في باحة المدرسة."

بفضل معجزة ما، لم يصب أحد في ذلك اليوم. ولكن تلك الحادثة أجبرت الكثير من العائلات على سحب أطفالها من المدرسة. الكثير من الآباء كانوا خائفين من إعادة إرسال أطفالهم إلى المدرسة مجدداً. هذا نمط متكرر في كل البلد: حوالي 2.4 مليون طفل سوري- حوالي نصف عدد الأطفال السوريين في سن المدرسة – هم خارج التعليم لأسباب كثيرة منها الحرب والنزوح.

رغم ذلك تابع ممدوح دروسه مع الطلاب من كهف بجانب القرية. "قمنا بتركيب إضاءة باستخدام البطارية في الكهف وكان يأتي الطلاب عند الفجر لإجراء امتحاناتهم. لقد كانت تجربة مريعة للأطفال وعائلاتهم،" قال لنا. 


لقد كننا مصممين كأساتذة على مساعدة الطلاب من أجل متابعة تعليمهم ولكن كان الأمر صعباً لقبول مثل هذه المسؤولية- حياة الطلاب كانت على المحك. سلامتنا كانت في خطر أيضاَ، ولكن كان علينا القيام بعملنا وحماية الأطفال."


في النهاية، انضم ممدوح إلى مدرسة مدعومة من قبل منظمة الناس في حاجة بمنصب معاون مدير. لقد كانت بداية صعبة. كان القدوم إلى المدرسة صبعاً كل يوم بسبب الطرقات غير المكتملة والتي يغطيها الطين. كانت الصفوف تتألف من عدد قليل من الخيام، والتي تصارع لإيواء طلاب المدرسة ال 400. لم يكن هنالك الكثير، "لكن ذلك كان بديلاً أفضل من ترك الطلاب بدون أي تعليم،" قال ممدوح.

بفضل التمويل المقدم من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC)، بدأت منظمة الناس في حاجة بتحسين مرافق المدارس. تم بناء غرف صفية لاستبدال الخيام. كما تم تركيب نظام توليد كهرباء بالطاقة الشمسية مع مراوح من أجل تبريد الأبنية في شهور الصيف الحارة. المرافق الإضافية سوف تساعد في تخفيف الازدحام: "تقوم منظمة الناس في حاجة بتقديم دعم كبير للمدارس والطلاب. هنالك حوالي 30 إلى 35 طالب في كل صف،" قال ممدوح، "في المدارس الأخرى، هنالك 50 أو 55."


إلى جانب توفير أماكن تعليم دائمة، تقوم منظمة الناس في حاجة بجلسات تدريبية للأساتذة وكذلك توزيع سلال للأساتذة والطلاب تتضمن مواد تعليمية. أقلام للألواح البيضاء ودفاتر واقلام وقرطاسية أخرى تم تسليمها للمدارس إلى جانب اللباس المدرسي، والذي تم إنتاجه في ورشة الخياطة ضمن مشروع منظمة الناس في حاجة للنقد مقابل العمل.

"أعتقد أن اللباس المدرسي فكرة رائعة،" قال ممدوح، "بعض الأشخاص هنا فقيرون جداً لدرجة أنهم لا يستطيعون توفير ملابس لائقة لأطفالهم. توفير الملابس المدرسية يساعد على تخفيف الأعباء على الكثير من العائلات."

في منطقة حيث يعيش 90% من الناس في فقر، توفير مستلزمات التعليم الأساسية واللباس المدرسي إلى جانب مشاريع إعادة الإعمار هي خطوة مهمة في عملية إعادة بناء قدرات النظام التعليمي. فقدان الوصول إلى التعليم يمكن أن يسبب بزيادة نسب عمالة الأطفال ومشاكل حماية الأطفال الأخرى والتي سوف تؤثر على آفاق الأطفال السوريين على المدى الطويل.

خلال السنة الفائتة لوحدها، دعمت منظمة الناس في حاجة حوالي 30,000 طفل في المدارس في شمال سوريا وحوالي 36,000 طفل في مراكز التعليم المؤقت، منشآت التعليم غير الرسمية هي منشآت تم إنشاؤها في مخيمات النازحين.

من أجل ضمان مستقبل أفضل، سوف يتحمل الأطفال السوريين عبء عملية التعافي وجهود إعادة البناء، وبفضل التعليم سوف يكون لديهم فرصة أفضل للنجاح. 

Autor: كيران جيمس سيغار, مدير التواصل في سوريا وتركيا

مقالات مرتبطة