إعادة البناء من الأنقاض: منظمة الناس في حاجة تخلق فرص عمل لإعادة الإعمار في سوريا ما بعد الزلزال
نشرت: ٢٢/٠٥/٢٠٢٣ وقت القراءة: 3 دقائقبعد أن انقشع الغبار وتوقفت أعمال الإنقاذ منذ فترة طويلة الصدمة الأولى ما بعد الزلزال ذهبت بعيداً حيث أن الناس عبر شمال غرب سوريا يتطلعون للمستقبل.
بعد مرور شهرين على الزلزال، وبينما تستمر الاحتياجات الطارئة عالية، تقوم منظمة الناس في حاجة بتنفيذ برنامج النقد مقابل العمل كخطوة أولى نحو إعادة الإعمار والتعافي. بفضل التمويل المقدم من المكتب الأمريكي للمساعدة الإنسانية ومنظمة اللاجئين الهولندية، يوظف هذا المشروع سكان المناطق المتضررة العاطلين عن العمل من أجل البدء بتنظيف الأنقاض والحطام.
في مناطق شمال غرب سوريا التي ضربها الزلزال، تقوم منظمة الناس في حاجة بخلق فرص عمل بينما يتم العمل في ذات الوقت على توفير الأدوات والمستلزمات الضرورية من أجل المرحلة الأولى من إعادة الإعمار.
من اللاجئين إلى الأنقاض
تبعد سلقين خمسة كيلومترات عن الحدود التركية وتحاط ببساتين الزيتون والأشجار المثمرة، والتي كانت قبل اندلاع الحرب قرية زراعية مسالمة. ولكنها سرعان ما وقعت تحت وطأة أمواج متتالية من النازحين الذين يطلبون الأمان النسبي في هذه القرية الوادعة، والتي استطاعت النجاة من الضربات الجوية والقصف الذي سوى على الارض مناطق كثيرة مجاورة في شمال غرب سوريا.
وكنتيجة للتحول نحو مدينة بشكل سريع وغير رسمي، انتشرت الأبنية ذات البنية الإنشائية الضعيفة لتحوي عشرات الآلاف من القاطنين الجدد. بحلول نهاية السنة الماضية، كانت سلقين موطناً لنحو 200,000 شخص – أكثر من ضعف عدد سكانها في مرحلة ما قبل الحرب. أصبحت سلقين على عجل غابة مترامية الأطراف من مجمعات الأبنية التي توفر السكن للنازحين السوريين من مختلف مناطق البلاد. مع ذلك أدى ظهور العديد من المباني متعددة الطوابق غير المرخصة إلى عواقب وخيمة في الساعات الأولى من يوم السادس من شباط.
الزلزال الذي ضرب تركيا وشمال غرب سوريا تلك الليلة دمر ما يقارب المئات من تلك المجمعات السكنية، حاصداً أرواح الآلاف في هذه العملية.
"لم يكن أحد يعتقد أن هذا الأمر سوف يحدث،" قال عمار، أحد سكان سلقين، "لقد شعرنا بهزة كبيرة، يساراً ويميناً. اعتقدنا أن هذا يوم القيامة. احتضنت زوجتي الحامل وابنتي لأني اعتقدت أننا سوف نموت جميعاً. عندما احتضنتهن بدأ الحطام بالتساقط على ظهري ورأسي. تعرضت زوجتي لكسر في ذراعها وخلع في كتفها وإصابة في رأسها. واحدة من بناتي أصيبت أيضاً."
بعد عدة ساعات أشرقت الشمس كاشفةً حجم الدمار. فقد عمار 34 من أقاربه في الزلزال تلك اللية.
"الكثير من الأبنية تدمرت بالكامل أو بشكل كبير، الكثير منها الآن تصنف على أنه يجب إخلاؤها. حتى لو أن بعض الأبنية تبدو صامدة، لكن البنية الداخلية والإنشائية تضررت بشكل كبير وضعفت لذلك أصبح هنالك ضرورة لهدمها."
بعد مضي شهرين على الزلزال لا تزال سلقين جراح سلقين مفتوحةً. الندوب النفسية سوف تأخذ وقتاً للتعافي ايضاً.
"نحن لا نعرف كيف سوف تتطور الأمور،" قال عمار، "النساء والأطفال يستمرون بالبكاء حتى لو لم يكن هنالك أي هزة."
الطريق للتعافي
بينما مازال من الصعب التعامل مع الصدمة النفسية والجسدية التي حدثت بعد الزلزال، فإن إزالة الأنقاض هو أولى الخطوات الملموسة نحو التعافي. عمار والذي كان يعمل سابقاً في القطاع الزراعي النشط في المنطقة، وجد نفسه خارج سوق العمل حيث بدأت فرص العمل بالاختفاء نتيجة للحرب. بعد الزلزال، سجل في مشروع منظمة الناس في حاجة للنقد مقابل العمل.
"أعمل في تنظيف وإزالة الأنقاض. الدمار يفوق الوصف، ولكن نحن نساعد الناس هنا،" قال، "بعد الزلزال، تطوعت لإزالة الأنقاض في حيي. عملنا مهم جداً لأنه في هذه القرية الكثير من الأحياء الضيقة التي تحتوي على أدراج متعرجة عوضاً عن الشوارع المستقيمة. قمنا بجمع الأنقاض من أجل أن يتم ترحيلها وإعادة فتح الشوارع من جديد."
المئات من السكان مثل عمار في شمال غرب سوريا هم الآن موظفون ضمن مشروع منظمة الناس في حاجة لإزالة الأنقاض، وتنظيف مدنهم من الحطام. عملهم الجاد سوف يكون بداية عملية إعادة الإعمار والتعافي الشاقة في شمال غرب سوريا.