تقوية الطلاب اللاجئين السوريين من خلال دروس اللغة الكردية في شمال العراق

نشرت: ١٨‏/١٠‏/٢٠٢٤ وقت القراءة: دقيقتين
رسمة للعلم الكوردي في مخيم باسرما في إقليم كوردستان العراق
© Foto: زينب مايدلان

إنه العام الدراسي 2022 – 2023، الوقت الذي قررت فيه حكومة إقليم كوردستان وبالتعاون مع وزارة التعليم الإعلان عن مبادرة لتغيير المناهج الدراسية للطلاب السوريين اللاجئين والمقيمين في المخيمات في شمال العراق. نص القرار على الانتقال من مناهج باللغة عربية إلى مناهج باللغة الكردية الصورانية – اللغة الرسمية لإقليم كوردستان العراق – مما شكل خطوة جريئة نحو تعزيز التفاعل والتبادل الثقافي.

لتسهيل هذا الانتقال، وبدعم من الوكالة التشيكية للتنمية (CZDA) قمنا بتنظيم دورات تقوية صيفية تهدف لتعليم الصورانية للطلاب من الصف الأول وحتى الصف السادس. إن تعلم اللغة الكردية الصورانية ضروري لضمان انتقال سلس للطلاب نحو المناهج الجديدة وكذلك اندماجهم في مدارس إقليم كوردستان العراق. 

"عندما انتقلنا إلى إقليم كوردستان، تعلم بعض من اللغة الكردية الصورانية لكن كان لدي صعوبات في الكتابة والفهم،" تشرح لنا سيلفا، لاجئة سورية ذات ال 15 عاماً والتي تعيش في مخيم باسرما. سيلفا هي واحدة من الطلاب الذين انضموا إلى دروس التقوية لتعزيز مهاراتها في الصورانية ومن أجل تستطيع الدراسة وفق المنهاج الجديد.

إن تأثير هذه الدروس كان هائلاً حيث شهد الطلاب تحسناً ملحوظاً في مستواهم الدراسي في العديد من المواد التي تدرس بالصورانية. تشير النتائج إلى ارتفاع مستوى الطلاب بنسبة 60%.

مصطفى، لاجئ سوري ذو 16 عاماً والذي لجئ إلى إقليم كوردستان العراق مع عائلته في عام 2013، يواجه تحدي كبيراً بعد وفاة والده. بالرغم من كل حبه للعلم، فإنه يعيش بقلق أن يضطر لترك المدرسة من أجل إعالة أسرته.

"أنا اتعلم الصورانية فقط في المدرسة وأواجه صعوبات كثيرة في الكتابة والقراءة. بعد 3 أشهر من الدروس، تعلمت كيف يمكنني أن أركب الجمل وأن أقرأ بشكل جيد باللغة الصورانية."


بالإضافة إلى تقديمنا دروس باللغة الصورانية، يتضمن المشروع نشاطات متنوعة بما في ذلك إعادة تأهيل المدارس وصيانتها وتقديم دروس التعليم غير الرسمية وصفوف التقوية والدعم النفسي وكذلك تسهيل نشاطات نوادي الطلاب وحملات للتوعية حول تغير المناخ من خلال ألعاب الفيديو.

بالإضافة إلى ذلك كله، يتضمن المشروع تدريب شامل لبناء القدرات للعاملين في وزارة التعليم في إقليم كوردستان. هذا التدريب يركز بشكل صريح على المواضيع الجندرية الحساسة وتضمين الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. بالإضافة إلى ذلك تشمل المساعدة تشكيل نوادي الأهالي- الأساتذة في المدارس والتي تزود بالاحتياجات الضرورية خلال اجتماعاتها الشهرية.

وأيضاً نقوم بتزويد المدارس بمواد التدريس والتعليم، بما في ذلك سلال الترفيه والدعم النفسي مع التركيز على المواد التي تساهم في تحسين السلوك.

إن التزامنا بالتعليم الشامل قد وضع الأساس لمجتمع أكثر تكاملاً وانسجاماً للسوريين في إقليم كردستان. وبينما يتغلب هؤلاء الطلاب على الحواجز اللغوية والتحديات التعليمية، فإنهم يرسمون مستقبل أكثر إشراقًا.

Autor: زينب ميدلان مديرة التواصل الإقليمية, مديرة التواصل

مقالات مرتبطة