توفير الرعاية الطبية المجانية للأطفال السوريين
نشرت: ٢٨/١١/٢٠٢٢ وقت القراءة: 3 دقائقأحدى عشرة عاماً من الحرب في سوريا سببت انخفاضاً حاداً في اللقاحات و ما تلاه من عودة ظهور الأمراض التي أعتقد الأطباء أنها انتهت، مثل التهاب السحايا، و الحصبة، و شلل الأطفال. الدمار الواسع و الإهمال للقطاع الصحي جعل من الصعب على العاملين في القطاع الصحي مواجهة هذه المشاكل. للمساعدة في تغيير الأمور، تعمل منظمة الناس في حاجة PIN مع شركائها لإعادة تأهيل جناح طب الأطفال لضمان أن الأطفال بإمكانهم الوصول إلى رعاية طبية مجانية.
آية، عمرها 10 سنوات فقط، تم نقلها خلال هذه السنوات مرات كثيرة بسبب التهاب السحايا. "أعاني من الصداع، و لا أرى بشكل واضح،" قالت آية.
الطابق الأول من جناح الأطفال، حيث تعالج آية، تم تجديده حديثاً بفضل الدعم المقدم من منظمة الناس في حاجة. قبل أن يصل فريق البناء، الطابق الأول كان قد قصف سابقاً و بقي على الهيكل فقط. لم يكن هنالك أي أبواب، النوافذ تحطمت و الممرات كانت تتهاوى.
قام فريق المنظمة بتركيب النوافذ و الأبواب و إصلاح الجدران و تركيب بلاط من السيراميك. كذلك تم فرش الجناح بأثاث جديد. الطابق الأول تحول لاحقاً إلى إضافة تعمل بشكل كامل للمستشفى تحته.
هذه هي المستشفى الوحيدة التي توفر الرعاية الطبية للأطفال في المنطقة، لذلك فإن تجديدها هو منفعة كبيرة للمجتمع المحلي. تتألف المستشفى من ثلاث طوابق، ترتفع ككتلة متماسكة وسط المدينة التي تحيط بها. قبل أربعة سنوات، الطابق الأرضي تم افتتاحه بسبب الحاجة إلى تقديم الرعاية الطبية للأشخاص الأكثر حاجة إليها من السكان المحليين.
مع ارتفاع أسعار الأدوية، يجب زيادة خدمات الصحية العامة
ارتفعت أسعار الأدوية في سوريا أكثر من عشرات الأضعاف منذ بداية الحرب، و الكثير من المستشفيات و مراكز الرعاية الصحية لم تفتح أبوابها من جديد. تشرح لنا والدة آية، "كان يجب علينا البحث عن مستشفى عام يقدم الخدمات مجاناً، لأنه غير ذلك يجب علينا الذهاب إلى مستشفى خاص و هذا أمر مكلف جداً. عندما مرضت ابنتي، كنت أخطط لأن أبيع كل المفروشات في بيتي من أجل أن أخذها إلى مستشفى خاص."
في نفس الطابق، يوجد راغب ذو الخمسة أشهر فقط و الذي يعالج من التهاب رئوي.
"عندما يمرض طفل، نحاول أن نذهب إلى مركز الرعاية الصحية المجاني من أجل الحصول على الدواء. إذا كان الأمر يتطلب البقاء في المستشفى فتلك ستكون مشكلة كبيرة،" قالت ليلى والدة راغب.
بينما يقدم المستشفى دعماً حيوياً للمنطقة، فإن خدماته تعمل فوق طاقتها. يعالج الطاقم بين 100 إلى 150 طفلاً في اليوم، و يقومون بتزويدهم بالأدوية في حال كانت متوفرة. نقص الأدوية و الأدوات يعني أنه في بعض الأحيان يتوجب على الأطباء الاعتماد على بدائل أقل فعالية.
في أغلب الحالات الحرجة، مثل آية و راغب، الأطفال سوف يقيمون في جناح الأطفال فقط عندما يكون هنالك سرير فارغ. في هذه الأوقات، التوقيت هو كل شيء. ميس، ممرضة في المستشفى تقول لنا، "في الحالات الحرجة، هنالك أوقات ذهبية، و الاستجابة يجب أن تكون سريعة جداً من أجل إنقاذ حية المريض."
تقديم الرعاية الطبية في وقتها هو أمر ضروري، و لكن التحدي يبرز عندما يكون لدى المستشفى الكثير من الناس لمساعدتهم. "الناس يأتون من كل مكان في المدينة و الريف، و لكن عدد السكان كبير جداً،" قالت ميس.
إن الجناح الطبي الذي تم تجديده في المستشفى مجهز لاستقبال 10 أطفال في نفس الوقت و لكن خلال الست أشهر القادمة تأمل منظمة الناس في حاجة لتجهيز كل الغرف المتاحة في الجناح من أجل توفير الرعاية الطبية بأقصى طاقة استيعابية و التي تبلغ 34 طفلاً.