"بالرغم من ظروفنا الصعبة، أنا أدرس بجد لأن تلك هي الطريقة الوحيدة للحصول على حياة أفضل" كيف يساعد التعليم و الدعم النفسي الطلاب في شمال العراق

نشرت: ١٣‏/١٠‏/٢٠٢٢ وقت القراءة: 3 دقائق
طلاب يتمتعون بوقتهم خلال الاستراحة ما بين الدروس
© Foto: Majd Zaghir

إنها العطلة الصيفية، الوقت الذي يرتاح به الطلاب و ينتظرون بدأ السنة الدراسية الجديدة و يتنزهون مع عائلاتهم و أصدقائهم و يمرحون. و لكن هل هذا الأمر صحيح بالنسبة لجميع الطلاب؟

بالنسبة لسيما، 14 سنة، و الكثير من الأطفال مثلها ممن يعيشون في مخيم برسيمة للاجئين السوريين في شمال العراق. العطلة الصيفية تعني عادةً البقاء في البيت أغلب الوقت أو الذهاب إلى منزل أحد الأصدقاء، "ليس لدينا أي حديقة ملاه أو حديقة عامة لنذهب إليها، لذا نبقى في البيت أغلب الوقت،" قالت لنا سيما.

هذا الوضع ليس مثالياً، كما يضع المزيد من الضغط على الأطفال الذين واجهوا الصراع و النزوح و الفقر و وباء كوفيد-19. كل هذا يؤثر على الصحة النفسية للأطفال و على مستواهم التعليمي "بعض الطلاب يفقدون تركيزهم حتى لو كنت توجه الكلام لأحدهم بشكل مباشر، كما يجدون من الصعب أن يتابعوا الدرس أو أن يدرسوا في المنزلهم،" قال لنا ياسين غزال، مدرس لغة عربية من الأنبار في العراق، شارحاً الظروف الصعبة لكل من الأطفال اللاجئين من سوريا و الأطفال العراقيين على حد سواء.

في ضوء هذا و لدعم الجهود التي تهدف إلى تحسين وضع التعليم في العراق، تقوم منظمة الناس في حاجة (PIN)، و كجزء من التحالف الممول من قبل تمويل اليونيسيف (UNICEF) التعليم لا يمكنه الانتظار (ECW) و بالشراكة مع منظمة إنقاذ الطفل و إنترسوس و منظمة روانجا، بدأت المنظمة بدعم دروس تعويضية و تقوية للطلاب في المدارس في شمال العراق بالإضافة إلى نشاطات دعم نفسي و نشاطات ترفيهية.


هذه الصفوف و النشاطات تعمل كحلقة وصل بين الطلاب و المدرسة، و الذي يساعدهم لتحسين مستواهم الدراسي و مراجعة ما تعلموه من قبل و أن يكونوا على أتم الجاهزية لبدأ العام الدراسي الجديد.

كما تلعب دوراً مهماً للمعلمين الذي بإمكانهم أن يكونوا أكثر قرباً من الطلاب و أن يخصصوا لهم وقتاً أكثر مما يفعلون عادة في أيام المدرسة، و هذا الأمر يساعد على تحسين العلاقة ما بين الطلاب و معلميهم. "بسبب ظروفهم الصعبة، يجب على الأساتذة أن يكونوا حساسين لحاجات الطلاب، كما يجب عليهم أن يشاركوهم بأفراحهم و أحزانهم و أن يلعبوا معهم، مما يخلق ثقة بين الطالب و المعلم و بالتالي يستمعون للنصيحة عندما نقولها لهم." قال لنا شاكر عبد الرحمن، مدرس الرياضيات في المخيم الذي هو أيضاً واحدٌ من سكانه. "بفضل الدروس المنظمة من قبل منظمة الناس في حاجة، لدينا وقت أطول لنخصصه للطلاب الذين يعانون من صعوبات في دراسة المقرر لأن الأمر قد يخلق حساسية لهم إذا تكلموا في أوقات الدوام المدرسي."

و من أجل أن تتكامل جهود الأساتذة كان من الضروري أن توجد نشاطات الدعم النفسي و النشاطات الترفيهية للطلاب من أجل جعل الدروس الصيفية أكثر جاذبية بالنسبة لهم. و ذلك من أجل مساعدة الطلاب على تجاوز الظروف الصعبة في حياتهم الشخصية و تمكينهم من التركيز بشكل أكبر على دروسهم داخل الصف و خارجه." نشاطات الدعم النفسي مهمة للغاية للطلاب لأنه لا توجد لدينا أيٌ منها خلال السنة الدراسية،" قال ياسين "الطلاب يأتون إلي يسألونني إذا كان بالإمكان أن تستمر النشاطات خلال السنة كلها. إنهم بالفعل يستمتعون بها، و من الجيد أن جميع الطلاب يحضرون كل الصفوف من اليوم الأول دون أن يتغيبوا عن أي درس."


و هم يحضرون دروس الدعم النفسي يستمع الطلاب لقصص هادفة تساعدهم في حياتهم و هم يستمعون إليها بقلبهم و عقلهم. "أتذكر واحدة من القصص و التي ستبقى عالقة في ذهني دوماً، كانت عن كيف يمكننا أن نجد الأشياء الجيدة حتى في ظل أصعب الظروف. شعرت أن القصة تتحدث عني،" قالت لنا سيما. "أيضاً، أخبرنا الأستاذ عن أحد الطلاب الذين تخرجوا من مدرسة المخيم و الذي يدرس الطب البشري الآن، أريد أن أكون مثله. فبالرغم من كل ظروفنا الصعبة، أنا أدرس بجد لأن هذه هي الطريقة الوحيدة للحصول على حياة أفضل."

بفضل تمويل اليونيسف التعليم لا يمكنه الانتظار و لشركائنا في التحالف، منظمة إنقاذ الطفل، و إنترسوس و منظمة روانجا، كنا قادرين على مساعدة سيما، ياسين و شاكر و الكثير غيرهم من الأساتذة و الطلاب في شمال العراق لدعم جهودهم في بناء مستقبل أفضل. 

Autor: Majd Zaghir

مقالات مرتبطة