يد ممدودة للأمل: الطلاب في شمال العراق يتلقون الدعم لدفعهم قدماً في مسيرتهم نحو المستقبل.

نشرت: ١٩‏/٠١‏/٢٠٢٣ وقت القراءة: دقيقتين
يد ممدودة للأمل: الطلاب في شمال العراق يتلقون الدعم لدفعهم قدماً في مسيرتهم نحو المستقبل.
© Foto: Majd Zaghir

إنه واحد من أيام الشتاء الباردة. الرياح الباردة تصفر في الممرات والباحات الخالية لمدرسة كوية في إقليم كوردستان العراق بينما الأشجار التي تم زراعتها حديثاً تتمايل مع الرياح. ثوانِ بعد أن يدق الجرس، الدفء ينتشر عبر الممرات وباحات المدرسة عندما يخرج الطلاب من صفوفهم من أجل أن يلعبوا ويركضوا ويجلسوا بجانب الحديقة الجديدة. ضحكاتهم وطاقتهم تملئ تعيد الحياة إلى المدرسة.إنه واحد من أيام الشتاء الباردة. الرياح الباردة تصفر في الممرات والباحات الخالية لمدرسة كوية في إقليم كوردستان العراق بينما الأشجار التي تم زراعتها حديثاً تتمايل مع الرياح. ثوانِ بعد أن يدق الجرس، الدفء ينتشر عبر الممرات وباحات المدرسة عندما يخرج الطلاب من صفوفهم من أجل أن يلعبوا ويركضوا ويجلسوا بجانب الحديقة الجديدة. ضحكاتهم وطاقتهم تملئ تعيد الحياة إلى المدرسة.

من بين هؤلاء الطلاب، يوجد سرحد، لاجئ سوري عمره 10 سنوات يقف مع بعض من أصدقائه في الباحة يتفقون على قواعد اللعبة. "لم يكن هذا أبداً،" قالت بنا بجار صلاح، 33 عاماً مدرسة من كوية وميسرة ضمن مشروع منظمة الناس في حاجة. "كان خجولاً عندما أتى إلى المدرسة في البداية ولم يكن يتفاعل مع أي من التلاميذ أو المعلمين."

عندما غادر سرحد وعائلته سوريا إلى شمال العراق في 2013، بحثت والدته عن مكان آمن يمكنهم الاستقرار فيه. البحث عن مكان آمن كان من الأولويات، ولكن ضمان أن أطفالها يحصلون على التعليم المناسب كانت ضرورة قصوى أيضاً. من خلال ذلك أرادت والدته أن يكون لأطفالها مستقبلاً أفضل مما كان لدى أبويهم، وهي تؤمن أن ذلك لا يمكن تحقيقه إلا عبر التعليم. 

بالرغم من كونه صغيراً جداً ليتذكر وطنه، سرحد مازال يحن إلى رحلة قام بها مع جده إلى البحر الأمر الذي ينعكس في رسوماته. "إنه يرسم بشكل جيد جداً. لذلك كان هذا الأمر الذي استخدمناه لمساعدته،" تشرح لنا بجار. "سرحد تغير وتطور كثيراً بعد الدعم النفسي والاجتماعي الذي قدمناه له. الآن هو يبادر دوماً لتقديم عمله والمشاركة مع أصدقائه."

لضمان سعادة الطلاب، قامت منظمة الناس في حاجة بتدريب الأساتذة على تقنيات الدعم النفسي- الاجتماعي وتدريب سياق الأزمات من أجل أي يستطيعوا مساعدة الطلاب على تجاوز صدماتهم والعقبات التي تواجههم بعد تعرضهم لكثير من المصاعب، مثل التهجير والحرب أو الإهمال. كما قامت منظمة الناس في حاجة بتزويد المدارس بسلال للمساعدة من أجل دعم كل من الطلاب والأساتذة. بالإضافة إلى إعادة تأهيل الصفوف المدرسية وإصلاح الأبواب والنوافذ، إنشاء مرافق صحية منفصلة للمعلمين وزراعة أشجار جديدة في حديقة المدرسة.

"من بعد دروس التقوية خلال هذا الصيف، درجات الطلاب تحسنت بما يقارب 70% في اللغة العربية والرياضيات واللغة الكردية. الطلاب الذين درسوا عن طريق الانترنت كانوا الأكثر استفادةً من الدعم،" قالت بجار. قبل هذا الدعم، بعض الأساتذة كانوا يدفعون من مالهم الخاص من أجل شراء المستلزمات المدرسية لبعض الطلاب وإعطائهم إياها كهدايا. "أنا أم، وما يجعلني حزينةً جداً هو رؤية أطفال آخرين غير قادرين على الحصول على المسلتزمات المدرسية. هنا، في الصف، أعاملهم جميعاً كأنني والدتهم،" قالت بجار.

بفضل الدعم الكبير المقدم من التعليم لا يمكنه الانتظار (ECW) والشراكة مع منظمة إنقاذ الطفل العالمية وإنترسوس ومؤسسة رواهنجا، استطاعت منظمة الناس في حاجة تقديم الدعم إلى المدارس في شمال العراق.


Autor: Majd Zaghir.

مقالات مرتبطة